زيت الزيتون و صحة القلب: كيف يمكن لملعقة من زيت الزيتون أن تحسن صحة القلب

أظهر بحث جديد أن إضافة زيت الزيتون إلى النظام الغذائي يؤدي إلى تحسين صحة  القلب و الأوعية الدموية.

و في حين أن الفوائد الصحية لزيت الزيتون معروفة جيداً ، فقد وجد الباحثون نتائج إيجابية مماثلة مع الزيوت النباتية الصحية الأخرى.

و تمثل الزيوت النباتية في جميع المجالات شكلاً صحياً من الدهون مقارنة بالدهون الحيوانية.

و للعلم فإن زيت الزيتون يعد مكوناً رئيساً في النظام الغذائي للبحر المتوسط ​​، و هو أحد أكثر الأنظمة الغذائية الصحية.

و من المعروف منذ فترة طويلة أن النظام الغذائي المتوسطي هو واحد من أكثر الأنظمة الغذائية صحية.

و الآن ، يسلط البحث ضوءاً جديداً على الطرق التي يساعد بها أحد المكونات الرئيسية للنظام الغذائي - زيت الزيتون - في تعزيز صحة القلب.

فقد قدم الباحثون النتائج التي توصلوا إليها بتاريخ 05-03-2020 في جلسات لايف ستايل التابعة لجمعية القلب الأمريكية (AHA American Heart Association’s) و الجلسات العلمية لصحة القلب و الأوعية الدموية في فينيكس.

و يظهر تحليلهم للبيانات طويلة المدى ، التي يعود تاريخها إلى عام 1990 ، أن تناول أكثر من نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يومياً، يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية بنسبة 15 بالمائة، و من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 21 بالمائة.

و في حين أن استهلاك زيت الزيتون قد ارتبط بتحسين صحة القلب لسنوات ، فإن البحث الجديد قد أظهر هذه الارتباطات لأول مرة، مع سكان موجودون في الولايات المتحدة.

تقول البروفيسورة مارتا غواش فيري Marta Guasch-Ferre المؤلفة الرئيسية للدراسة و عالمة أبحاث في قسم التغذية في جامعة هارفارد T.H "في الغالب ، تم عرض هذه الارتباطات في الماضي في سكان البحر الأبيض المتوسط ​​و الأوروبيين".

"و لكن حتى الآن ، لم تكن هناك دراسة سابقة أظهرت نتائج في سكان الولايات المتحدة." أضافت غواش فيري

تفاصيل جديدة

إن الفوائد الصحية لزيت الزيتون مفهومة جيداً ، وفقًا للدكتور بنجامين هيرش Benjamin Hirsh ، مدير أمراض القلب الوقائية بمستشفى ساندرا أطلس باس للقلب في نورثويل هيلث في مانهاست ، نيويورك.

ويؤكد هيرش أن

"زيت الزيتون هو طريقة بسيطة لاستبدال الأحماض الدهنية غير الصحية و المشبعة و الدهنية المتحولة بمصدر أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تقلل الالتهاب و تحسن الكوليسترول الكوليسترول." و يضيف كذلك: "

لقد ارتبطت أيضاً بتحسين وظيفة الأوعية الدموية و صحة القلب و زيادة متوسط العمر المتوقع."

و من جهة معاكسة فإن الدهون الحيوانية مثل المارجرين و الزبدة و دهون الألبان، و المايونيز، تعتبر جميعها أقل صحة من زيت الزيتون عندما يتعلق الأمر بدعم صحة القلب.

و تُظهر التفاصيل المثيرة التي تم الكشف عنها في الدراسة الجديدة أن زيت الزيتون ليس هو الزيت الوحيد الذي يحتوي على هذه الفوائد.

إذ تقول غواش فيري Guasch-Ferre أن الباحثين رأوا أيضاً ارتباطات إيجابية مع الزيوت النباتية الأخرى ، مثل زيت الذرة أو زيت القرطم safflower oil (زيت بذور القرطم عديم النكهة و اللون

و يشبه زيت عباد الشمس من الناحية الغذائية، و يتم استخدامه بشكل رئيسي في مستحضرات التجميل و زيوت الطهي)، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد آثار الزيوت النباتية على النتائج الصحية.

و أوضحت غواش فيري أيضاً أنه "في حين أن زيت الزيتون كان أفضل من الدهون الحيوانية عندما قمنا بتحليل الاستبدال substitution analysis ، إلا أنها لم تكن متفوقة على الزيوت النباتية".

"و هذا يعني أن الزيوت النباتية الأخرى يمكن أن تكون بديلاً صحياً مقارنة بالدهون الحيوانية ، خاصة لأنها تميل إلى أن تكون متوفرة في بعض البلدان و المناطق بالمقارنة بزيت الزيتون."

و أشارت غواش فيري أيضاً إلى أن هذه النتائج تتماشى مع التوصيات الحالية التي تسلط الضوء على جودة تناول الدهون ، و ليس على كميتها.

و تضيف أن الدراسة أدت إلى أسئلة جديدة ، و سيزيد المزيد من البيانات دون شك، الفهم العام للعلاقة بين زيت الزيتون و صحة القلب.

و بالتأكيد على حسب رأي غواش فيري "أن الشيء الوحيد الذي لم نتمكن من تحليله هنا هو الأنواع المختلفة من زيت الزيتون - سواء كان زيت زيتون شائع أو زيت زيتون بكر ممتاز.

فهناك بعض الأدلة التي تبين أن أصناف زيت الزيتون البكر الإضافية تحتوي على كميات أعلى من البوليفينول المرتبط بملامح أفضل للدهون ".

و أضافت غواش فيري: "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى آثار الأصناف المختلفة ، إلى جانب تأثيرات الزيوت النباتية المختلفة على النتائج الصحية ، إلى جانب تحديد الآليات الأساسية لهذه الارتباطات".

نهج شامل

في حين أن استبدال الدهون الحيوانية ببدائل صحية مثل زيت الزيتون أو الزيت النباتي يعد خطوة قوية نحو تحسين صحة القلب و الأوعية الدموية ، إلا أنه بالكاد يكون كل شيء، و نهاية كل شيء.

إذ أن صحة القلب الجيدة تتضمن أيضاً النشاط البدني و اتباع نظام غذائي متوازن و الزيارات المهمة للطبيب للبقاء على المسار الصحيح.

و قد حذر بنيامين هيرش من أن زيت الزيتون في حد ذاته ليس علاجا معجزة.

إذ أنه قال: "أعتقد أن التركيز على عنصر واحد من عناصر التغذية يفتقد الفوائد الناتجة عن التغيير في النمط الغذائي العام".

"و من المحتمل أن أولئك (في الدراسة) الذين تحولوا إلى استهلاك المزيد من زيت الزيتون كبديل للدهون غير الصحية ربما قاموا أيضاً بإحداث تغييرات في أنماط حياتهم لاستهلاك طعام صحي و قد كانوا أكثر نشاطاً."

و يمكن لأي شخص يريد تغيير نظامه الغذائي لتحسين صحة القلب أن يبدأ من خلال اعتماد النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط. و أن يركز هذا النظام الغذائي على الأطعمة النباتية غير المكررة ، إلى جانب الأسماك ، و بالطبع - الكثير من زيت الزيتون.

و نورد هنا ملاحظة أخيرة أشار إليها كل من غواش فيري و هيرش هي، أن نتائج الدراسة هي مجرد ملاحظات. و هذا يعني بالطبع أن الباحثين لا يمكنهم إثبات السبب و النتيجة.

و مع ذلك ، فإن النتائج مدعومة بمعرفة طبية طويلة الأمد تحيط بالفوائد الصحية لزيت الزيتون مع إضافة شيء مثير يحيط بفوائد الزيوت النباتية الأخرى.

تقول غواش فيري: "هناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أن الأطعمة النباتية ، بما في ذلك الزيوت النباتية الصحية مثل زيت الزيتون ، يمكن أن يكون لها فوائد لصحة القلب". في حين أن "الزبدة أو الدهون الأخرى ، التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة ، يمكن أن تكون ضارة للقلب.

و بالتالي من الأفضل استخدام زيت الزيتون في الطهي بدلاً من الدهون الحيوانية الأخرى و من الأفضل أيضاً استخدام زيت الزيتون في الوجبات بدلاً من الدهون الحيوانية الأخرى ".

ننصحك بقراءة المقالات التالية :

صحة القلب : عشرة طرق لإبقاء قلبك بصحة جيدة

أمراض القلب .. كيف نحصل على عضلة قلب قوية

زيت الزيتون و صحة القلب: كيف يمكن لملعقة من زيت الزيتون أن تحسن صحة القلب