إن الحب الحقيقي هو ذلك الحب المنطلق من حب الذات بدون توقعات..
فهل فعلاً تعرف كيف تحب نفسك؟تقول لويز هاي..أنا لست معالجة... أنا لا أشفي أحداً. دائماً أفكر في نفسي كنقطة انطلاق على طريق اكتشاف الذات. أقوم بخلق مساحة حيث يمكن للناس أن يتعلموا كم هو رائع -وبشكل مذهل- أن يحبوا أنفسهم. فبعد سنوات كثيرة من الاستشارات الشخصية مع العملاء ،وإجراء المئات من ورش العمل وبرامج التدريب المكثفة في جميع أنحاء البلاد وحول العالم ، وجدت أن هناك شيئاً واحداً فقط يشفي أية مشكلة ، وهذا الشيء هو:
معرفة كيف تحب نفسك.
إنه من المدهش -حقاً- كيف تتحسن حياة الناس عندما يبدأون بحب أنفسهم أكثر كل يوم. إنهم سيشعرون بتحسن أكبر.. و سيحصلون على الوظائف التي يريدونها. و سيكون لديهم المال الكافي الذي يحتاجونه. و ستتحسن علاقاتهم الاجتماعية ، أو أن العلاقات السلبية ستنتهي وتبدأ العلاقات الجديدة الصحية و الجيدة.
إنها فرضية بسيطة جداً -
أحب نفسك.
لقد تعرضت لانتقادات كثيرة لكوني مفرطةٌ في التبسيط ، وقد وجدت أن الأشياء البسيطة عادة ما تكون هي الأكثر عمقاً.
فقد قال لي أحدهم مرة: "لقد أعطيتني الهدية الأكثر روعة - لقد منحتني هدية نفسي".
و لذلك يختبئ الكثير منا -هرباً- من أنفسنا ولا نعرف حتى من نحن. إننا في الواقع لا نعرف ما نشعر به ، ولا نعرف ماذا نريد.
لا تعدو الحياة أن تكون إلا رحلة اكتشاف للذات. و بالنسبة لي ، حتى نكون مستنيرين لابد لنا من أن نذهب إلى الداخل -إلى داخل أنفسنا- و نعرف
من وماذا نحن حقاً، وأن نعرف أن لدينا القدرة على التغيير للأفضل من خلال المحبة والعناية بأنفسنا.
إنه ليس من الأنانية أن نحب أنفسنا. فعندما نحب أنفسنا فإن ذلك ينظفنا من الداخل -بما فيه الكفاية- لنحب الآخرين. و في هذه الحالة يمكننا -حقاً- مساعدة الأرض عندما نأتي من مساحة من الحب العظيم والفرح الكبير بالانطلاق و الاعتماد على المستوى الفردي.
و غالباً ما يشار إلى القوة التي أوجدت هذا الكون المدهش بـ الحب.
الله هو الحب...
لقد استمعنا في كثير من الأحيان إلى العبارة التالية: الحب يجعل العالم مستمراً. بالفعل هذا كله صحيح، فالحب هو عامل الربط الذي يحمل الكون كله معاً.
و بالنسبة لي ،
الحب هو تقدير عميق، فعندما أتحدث عن
حبنا لأنفسنا،فإنني أعني بذلك الحصول على
تقدير عميق لمن نحن. في هذه الحالة، نحن نقبل جميع الأجزاء المختلفة الخاصة بأنفسنا - خصوصياتنا الصغيرة ، الإحراجات ، والأشياء التي قد لا نفعلها بشكل جيد ، وجميع الصفات الرائعة أيضاً.
"نحن نقبل هذه الأشياء مجتمعةً و بشكل كامل مع الحب... دون قيد أو شرط"
إنه من سوء الحظ ، أن الكثيرين منا لن يحبوا أنفسهم حتى يفقدوا الوزن اللازم (رشاقة) ، أو يحصلوا على وظيفة ، أو يحصلوا على علاوة في الراتب ، أو صديق ، أو أي رغبة أخرى. و غالباً ما نضع شروطاً كثيرة على حبنا. و لكن يمكننا -في الواقع- التغيير... يمكننا أن نحب أنفسنا كما نحن الآن!
و بما إننا الآن في خضم تغيير فردي و عالمي هائل، فإنني أعتقد أن جميعنا -الذين يعيشون في هذا الوقت- سيختارون أن يكونوا هنا ، و أن يكونوا جزءاً من هذه التغييرات، لإحداث التغيير ، ولتحويل العالم من أسلوب الحياة القديم إلى وجودٍ أكثرُ محبةً وسلاماً.
ففي العصور الماضية (Piscean Age)، كنا ننظر إلى منقذنا و نقول له: "انقذني، انقذني... أرجوك اعتني بي". أما الآن فنحن نتحرك في العصر الجديد (Aquarian Age)، و نتعلم الذهاب إلى الداخل للعثور على منقذنا...
إننا -نحن- القوة التي نسعى إليها.
"نحن المسؤولون عن حياتنا"
فإذا كنت لا ترغب في أن تحب نفسك اليوم ، فإنك لن تحبها غداً ، لأن أي عذر لديك اليوم ، سيبقى عذراً في الغد. و ربما سيكون لديك نفس العذر بعد عشرين سنة من الآن ، وحتى و لو غادرت هذه الحياة ستبقى متمسكاً بنفس العذر.
اليوم هو اليوم الذي يمكن أن تحب فيه نفسك تماماً و كلياً دون أية توقعات.
و بالتأكيد، إن الحب هو الشيء الذي يمكننا اختياره ، بنفس الطريقة التي نختار بها الغضب ، أو الكراهية ، أو الحزن.. يمكننا أن نختار أن نصفح عن شخص قد أضر بنا و نبدأ بالتشافي تماماً... و يمكننا أن نختار أن نقدم الكثير من الامتنان لما هو لدينا...
يمكننا اختيار الحب. إنه دائماً خيار في داخلنا.
لنبدأ الآن.. في هذه اللحظة.. باختيار الحب.الحب .. هو أعظم قوة تشافي و علاج موجودة. المصدر