التأمل
سر التأمل Meditation

هناك مصادرٌ لا حصر لها تصف الطريقة المثالية لـ التأمل والطريقة المثالية للجلوس في سكون وتحقيق ذلك الصفاء الذي يأتي مع عدم التفكير. 

ومن التطبيقات، إلى المدونات الصوتية، إلى التأملات المرشدة في اليوتيوب، تم تطوير سوق كامل لتعليم شيءٍ بسيطٍ للغاية، وهو شيء تمارسه البشرية منذ آلاف السنين.

إن الأمر يصبح مثيراً للضحك عند نقطة معينة.. وكذلك الإحراج، عندما ترى في الواقع أشخاصاً يدفعون لكثير من المال، مقابل الخدمات التي تساعدهم على تعليمهم كيف يجلسون ويتنفسون من غير تفكير. 

أبسط مما نتصور

التأمل

إن حقيقة الأمر -في التأمل- هي أننا ببساطة نبالغ في تعقيدها، حيث يمكنك بالتأكيد تطوير علم كامل وراء ممارسة بسيطة (على سبيل المثال: وظيفة الذاكرة أو أنماط النوم)، وبالتالي يمكنك تضخيم، وتعديل الممارسة المذكورة إلى حد الكمال. 

ومع ذلك فإن التأمل لا يتطلب أقصى قدر من الكفاءة وتحسين الآلية التي يُمارس بها. 

بالنسبة لمعلم (ماستر) التأمل، فقد يكون من المفيد بالتأكيد استكشاف العديد من التقنيات - مثل تنفس النار Breath of fire  (تقنية تنفس مستخدمة في اليوغا والتي تضم الاستنشاق السريع والزفير لزيادة الطاقة العقلية والبدنية)، أو اللعب بوضعيات مختلفة للجسم، وترديد المانترا Mantras (تكرار صوت معين يساعد في التأمل)، واستخدام أنماط التفكير وما إلى ذلك. 

ولكن بالنسبة للشخص العادي، الذي يريد التأمل، فإن ذلك يصبح أمراً شاقاً بشكلٍ متزايدٍ عندما يواجه العديد من الإرشادات. إذ أن ذلك يدفعنا لأن نعتقد بأن التأمل mediation هو عبارة عن ممارسة صعبة تتطلب أقصى درجات التفاني والمهارة، والجهد الكبير، ناهيك عن الاشتراك في خدمة معينة، وبعض الملحقات للبدء فيه.

لا تفهموني بشكلٍ خاطئ

بالتأكيد، إن بعض هذه الخدمات (المتعلقة بالتأمل) تقدم خدمةً رائعةً للناس، وسأكون أول من يوافق على أن العالم أفضل بكثير بتطبيق هذه الخدمات. ولكن ما يزعجني هو الإفراط في تعقيد ممارسة التأمل في حد ذاتها، وهو ما لا نحتاج إليه.

ولكن المشكلة تكمن في حقيقة أنه بمجرد تجربة تقنيات معينة -يتم إيصالها إليك- فإنك تحاول أن تتلاءم مع ممارسة التأمل في عالمك بطريقة غير طبيعية، كقطعة الأحجية puzzle التي لا تأخذ مكانها بشكلٍ صحيحٍ في اللوحة. 

إنك تطوِّر التصور حول ما يجب أن يكون عليه التأمل، في الواقع، فالتأمل ليس -بقدرٍ ما- نشاطاً موضوعياً Objective (لا يتأثر بالمشاعر الشخصية أو الآراء عند النظر في الحقائق وتمثيلها) ، فهو في الواقع نشاطٌ غير موضوعي Subjective (يعتمد على -أو يتأثر بـ- المشاعر الشخصية، الأذواق أو الآراء).

وهذا يقودنا إلى السر الكامن وراء فن التأمل بفعالية

في الحقيقة.. لا يوجد سرٌ حقيقي... وإنما هي طريقة التفافية ☺ لإنهاء المقال، فلا يوجد سر يكمن وراء التأمل. لذلك سنتناول فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك على التأمل على أية حال:

  • لا تبالغ في التفكير في التأمل overthink  Don't، وإلا فسوف تقضي مزيداً من الوقت في ترتيب المحيط من حولك، والاستعداد للتأمل بدلاً من أن تدخل في حالة التأمل.
  • لا تُجبِر أي شيء Don’t force ، فإذا وجدت نفسك أنك تفكر -باستمرار- في أن تشتت -تصرف- الأفكار (التي تصرف ذهنك) أثناء التأمل، فحينئذٍ ستدرك أنك لم تتأمل بالطريقة التي تريدها، وبكل بساطة ☺ ستحاول مرة أخرى.
  • لا تستسلم Don’t give up (لا تيأس من الاستمرار في التدرب على التأمل). فعلى الرغم من أن التأمل أبسط مما يراه الكثيرون، إلا أنه لا يزال يتطلب ممارسة مثل أي شيء يستحق العناء.
  • لا تشعر بالإحباط Don’t get discouraged ، إذ ينبغي أن تجرب وضعيات مختلفة ومناطق مختلفة وأوقات مختلفة من اليوم، وإجراء روتينات مختلفة، إلخ. ولابد لك من أن تعلم بأن التأمل لا يكون ممكناً في بعض الأيام.
  • لا تظن أنه لا يمكنك التأمل:  فأي شخصٍ يستطيع أن يتأمل can meditate. إذ لا يتعلق الأمر "بالكيفية" بقدر ما يتعلق الأمر بالقيام به وأن تكون حاضراً just being ، جالساً في حالة السكون stillness.
  • لا تتخيل أن التأمل يتم ببساطة من خلال الجلوس مع راحة اليد للأعلى، في صمت لمدة نصف ساعة ؛ إذ يمكنك التأمل أثناء القيام بالأعمال الروتينية، وأثناء الخلود إلى النوم، وأثناء المشي. ويمكنك التأمل لمدة دقيقتين أو ساعتين من خلال التركيز على تنفسك أو التركيز على ترديد كلمة (مانترا)، أو الاستماع إلى الأصوات الخارجية، أو إلى الأفكار الداخلية، إلخ

وفي النهاية.. 

ينبغي أن تدرك سبب التأمل (لماذا)، وبعد ذلك تذكَّر هذا السبب: لماذا اخترت التأمل؟ 

هل أردت أن تقوم بالتأمل للحصول على بضع لحظات من السكون stillness والهدوء كل يوم؟ 

هل ترغب بالتأمل لاختبار مشاعرك و أفكارك الداخلية، أو من أجل تحقيق الانعكاس الذاتي؟ 

هل ترغب في الحصول على نوع من الإجابة لمشكلةٍ ما؟ 

و بالتأكيد، هناك أهداف مختلفة للتأمل، وطرق مختلفة للقيام به، وأساليب مختلفة، ونتائج مختلفة لكل شخص. 

فأنت لا تحتاج إلى لبذل الوقت والجهد لتَعَلُّم كيفية التأمل، ولكن -في الحقيقة- أنت تحتاج فقط بعض الجهد للعثور على طريقتك الخاصة، وشيءٌ من الإخلاص لاستمرار في ذلك.

وبالتأكيد، إن البحث في مصادر أو خدمات مختلفة، لا يضر ، طالما أنها لا تزيد تعقيد العملية (أكثر من اللازم) و التي هي أبسط بكثير مما نتصور.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل