الأشياء
كيف تقدر قيمة الأشياء أكثر، عبر امتلاكك للأقل

من الصعب للغاية إغلاق (تطبيقات الشراء) أو استبعاد إغراءات الشراء واكتساب المزيد من الأشياء في عصر التقادم المخطط والتقادم الديناميكي (القديم فالأحدث) 

يوان نيلسن

 إنه من الصعوبة بمكان في عصر التقادم المخطط له ( و ذلك عندما استمرت شركة آبل   Apple عمداَ بتغيير منافذ الكابلات ، إذ يتوجب عليك شراء ملحقات جديدة مع كل منتج جديد، و ذلك لأن الأشياء لم تعد متوافقة بعد الآن) و التقادم الديناميكي  (عندما تقوم شركات السيارات بإجراء تغييرات صغيرة غير مهمة على موديلات السيارات فقط ليتمكنوا من إقناعك بتحسين سيارتك، و ذلك على الرغم من أن طراز سيارتك الحالي يبدو جيداً اجداً ) أن تستبعد الإغراءات من أجل الحصول على أشياء لا تحتاج إليها.

تحديد ما يتوجب عليَّ امتلاكه

لأنني أحب أن أكون واع تماماً لما أمتلكه أو أحصل عليه، ومن أجل الحفاظ على هذا المسار قمت بتحديد رقم معين لعدد الأشياء التي علي أن أمتلكها .

و قد يبدو هذا في البداية مبالغاً  فيه بعض الشيء ، ولكن بمجرد تحديد الرقم يصبح الأمر سهلاً للغاية .

وحتى فيما لو قمت بإجراء استثناءات فستعرف أنك قد قررت تقديم هذا الاستثناء بدلاً من مجرد الحصول على أشياء كما اعتدت أن تفعل.

وسيتعين على كل شخص أن يحدد رقمه الخاص ، حيث سيعتمد على نمط حياته ومقدار الأشياء التي يجب أن يبدأوا بها . و لقد اخترت الرقم 200 لأنني ببساطة، أشعر بالراحة  عنده . 

أما الرقم 300 سيكون غير ضروري في هذه المرحلة من حياتي، ولا أريد النزول إلى الرقم 100. 

و قد استغرق الأمر مني بعض الوقت لمعرفة مكاني الجميل ، و ذلك لأنني أردت أن يكون ذلك تحدياً  ، و ليس شيئاً فظيعاً تماماً أو محبطاً.

ونظراً لأنني أسافر كثيراً ، فإن تحديد الأشياء التي أملكها بالرقم 200 قد جعل الأمور أسهل بكثير  لأنني أحزم أغراضاً أقل وأسافر أخف وزناً ( عليك أن تقرأ كتاب لماذا ينبغي أن تحزم أمتعة أقلWhy Pack Less  ). و قد وصل الأمر بي إلى الحد الذي لا أتذكر فيه حتى آخر مرة قمت فيها بالتحقق من أي حقيبة من أجل أي رحلة سواء أكانت قصيرة أم طويلة.

وقد يكون الأمر غريباً وستشعر بالإرهاق في البداية ، و ذلك  عندما تقول على سبيل المثال : "لا  شكراً" للعروض الخاصة والأشياء المجانية والهدايا العشوائية، و لكنها في الحقيقة هي عبارة عن عضلة  تحتاج إلى التدريب والمحافظة عليها قبل أن تصبح طبيعية حقاً، وتخزينها في ذاكرة العضلات، ولكنها مثل غيرها من الأمور الأخرى ستصبح سلسة مع الوقت والممارسة.

نصيحة :

كلما كان لديك إغراء لشراء أي شيء أو أردت الحصول على شيء جديد أو كان سعره مخفض ، فقط قم بممارسة تمرين الاستبدال الآتي:

فكر مع نفسك  : " ما الشيء الذي سيحل محله هذا الغرض الجديد في خزانة ملابسي أو منزلي؟"

وعندما تقوم بتحديد عدد الأشياء التي تملكها سيتعين عليك في نهاية الأمر استبداله بشيء آخر. لذلك اجعلها عادةً ثابتة بمقارنة أي شيء جديد تفكر في الحصول عليه بالشيء الذي عندك أصلاً، ومن خلال التفكير فيما يتعلق بالحاجة إلى التخلص من الشيء الموجود لديك من أجل الحصول على هذا الشيء الجديد الذي تريده سيوفر هذا التفكير الإضافي فيما إذا كنت تريد الحصول عليه أم لا.

و أذكر أنني انتقلت من امتلاك 240 زوجاً من الأحذية (نعم هذا أمر يوحي بالجنون بعض الشيء، و لكنني كنت جامعاً متعطشاً للأحذية القديمة) إلى 24 زوجاً "فقط ". و يمكنني أن أؤكد لكم أنني صديق حميم  للعبة الاستبدال هذه . كما أنني أحب وأستمتع باستخدام كل زوج من هذه الأزواج الأربعة والعشرين كثيراً ، و أستطيع القول أن الأمر سيستغرق زمناً طويلاً من أجل الحصول على زوج جديد ليحل محل الزوج الحالي.

الترتيب عادة سهلة.... صعبة!!

إن جعل الترتيب كعادة أسهل قولاً بكثير من فعلها  ، ولكن أحد أفضل الطرق التي تجنبت فيها الاحتفاظ بالأشياء التي لست بحاجة إليها هو تجنبي لامتلاك الأثاث الذي يخفي الأغراض؛ إذ يوجد في بيتي عدد قليل للغاية من خزائن اللوازم المنزلية  وخزائن الملابس ، أما بالنسبة لوحدات الأرفف الخاصة بي فهي بسيطة وقائمة بذاتها وبدون أدراج ، لذلك لا يوجد مكان لإخفاء الفوضى.

إن إنشاء عادات صغيرة للحفاظ على مظهر منزلك لطيفاً ومرتباً أمرٌ بسيطٌ للغاية ، ولكن من الصعب جداً القيام به. 

فعلى سبيل المثال: 

  • عندما تستيقظ في الصباح درب نفسك على ترتيب سريرك كأول شيء تقوم به، فلا تغادر غرفة النوم قبل أن تقوم بذلك. 
  • وعندما تصل إلى المنزل ، و بغض النظر عن مدى شعورك بالإرهاق و التعب ، اجعلها عادة لديك بأن تتحقق من حذائك وتزيل الأوساخ منه وترتبه قليلاً بحيث يكون جاهزاً لليوم التالي ، ثم  قم بتعليق ملابسك. 
  • وعندما تطبخ ، حاول أن ترتب وتنظف  ما حولك بدلاً من ترك كل شيء حتى بعد العشاء ، وعندها ستكون سعيداً و تشعر بالامتلاء ولا تريد أن تفكر بموضوع إتمام التنظيف. 
  • وعندما ترى شيئاً ما متناثراً ليس في مكانه أمضي بعض الثواني أو الدقائق القليلة الإضافية لوضع هذه الأشياء في مكانها بدلاً من الانتظار وترك الأشياء تتراكم حتى اللحظة التي لا يمكنك أن ترجعها إلى مكانها.

لذلك، عليك أن تجعل القيام  بهذا الأمر كخيار وسترى بأنها ستصبح عادة عندك ،  كما أن تلك العقلية ستقوم بتزويدك بالقوة شيئاً فشيئاً، وعندما تقرر امتلاك عدد محدد من الأشياء ستصبح هذه الأشياء أيضاً "الأشياء المختارة" وعندها سيصبح الاعتناء بها جيداً أمراً بديهياً. 

كما  أنني أكثر حساسية عندما أقوم بمسح حذائي أو أنظف ملابسي بانتظام  ، عندما يتعين علي فقط تحديد 40 لباساً بدلاً من 400 .

الترتيب عدوى إيجابية

لابد لي من القول هنا أن مشاركتك لعاداتك الجديدة مع أفراد أسرتك وخاصة الأطفال ستكون عوناً كبيراً لك. فلقد تربى معظمنا و تم تعليمنا  أن تنظيف غرفتك أو المساعدة في الأعمال المنزلية حول المنزل، إما عملٌ مملٌ، أو حتى عقوبة .

و لكن الأمر لا يجب ان يكون على ذلك النحو حقاً. لقد نشأت في منزل أنيق و مرتب للغاية  ، و ذلك لأن والدتي كانت تحب تنظيم الأشياء، لذلك تعلمت أن أقدر ذلك كمهارة وليس كعمل روتيني غير مرحب به.

و قد ننسى في بعض الأحيان ، أنه ليس بالضرورة أن يكون النشاط بحد ذاته مزعجاً  ، وإنما الالتزام الذي ينمو معه. وتماماً مثلما يعكس الطفل موقفك من الاضطرار إلى تنظيف الأشياء أو تنظيمها  ، فهل ستستمر في مماطلتك بالقيام بشيء حيال الفوضى التي تغض الطرف عنها ، و ذلك لأنك لا تريد أن تتعامل معها ؟

لذا ،  فإن إنشاء العادات الصغيرة والحفاظ عليها والتأكد من أنك تستمتع بالانتصارات الصغيرة وتحتفل بها ليس فقط مكاناً رائعاً للبدء ،  بل إنه في الواقع هو ما سيحدث كل الفرق .

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل