السكر
السكر حلو و لكن مميت ... القاتل الصامت

يشكل السكر قيمة كبيرة و مصدراً عظيماً للطاقة بالنسبة لخلايانا , و لكن على الرغم من هذه الحقيقة المهمة,

إلا أنه من الممكن أن يكون ساماً عند استهلاكه الزائد و في الأشكال غير الصحيحة أو المعالجة.

و يمكننا أن نتساءل هنا :  هل يشكل السكر أكبر تهديد صحي يواجه البشرية؟

يؤكد خبير التغذية باتريك هولفورد Holford Patric على أن السكر يعتبر أحد أهم الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة بالإضافة إلى قائمة عريضة من  الأمراض المزمنة ، بما في ذلك مرض السكري والسمنة وأمراض القلب.

و كما نلاحظ في هذه الأيام فإن  السكر متواجدٌ في كل مكان ، و تجده قابعاً في أكثر الأماكن غير المتوقعة ، ويستهدف حتى أكثر الناس صحة , و بصمتٍ يخلق وباءً خطيراً.

و يعتبر  مرض السكري هو المرض الأكثر ارتباطاً بالسكر - وهو مرض خطير يسبب ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم.

و يمكن التأكيد على أن كلاً من مرض السكري الذي يصيب الأطفال (النوع 1) والسكري الذي يصيب البالغين (النوع 2)  ما هي إلا حالات ناجمة عن ارتفاع مستويات السـكر في الدم لفترات طويلة.

و عادة ما يكون السكري الذي يصيب البالغين هو نتيجة للعادات السيئة في تناول الطعام (الكثير من السكر والمنشطات) ، وغالباً ما يسبق ذلك نقص سكر الدم أو انخفاض مستويات السكر في الدم.

و لكن يمكننا القول أن كل ما سبق ذكره ليس قدراً, و عذاباً و غماً, بل أن الخبر السار ، وفقاً ل هولفورد Holford ، هو أن مرض السكري من النوع 2 (النوع الشائع و الذي نسبته لا تقل عن 90 ٪ بين مرضى السكري) لا يمكن الوقاية منه فقط ، بل إنه قابل للعكس!

و بما أن شهر تشرين الثاني / نوفمبر ، هو الشهر العالمي للتوعية بمرض السكري ،فليكن أيضاً الشهر المثالي لنقول معاً :

"لا" لمرض السكري ، و لنتقدم إلى المشكلة الحقيقية : و هي الإقلاع عن السكر بشكل تام ".

و بالنسبة للكثير من الناس ، فإن "التذوق الأول" “first taste”  و الذي يبدأ معه إدمان السكر ناجمٌ عن بحث الناس عن شيء ما يزيد من مستويات الطاقة أو يقلل من مستويات الإجهاد والاكتئاب والقلق – مع أن كل ذلك يحدث في الغالب بسبب اتباع نظام غذائي سيء  ، و قلة النوم , أو  القيام بعمل (أو لعب) مرهق جداً.

و هنا لابد أن تكون حذراً ، فإن المخرج من ذلك ليس بالأمر السهل – فالإقلاع عن إدمان السكر قضية مهمة جداً ربما تشابه الإقلاع عن إدمان المخدرات! و الحيلة هنا وفقاً لـهولفورد Holford ، تكمن في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم.

و إليك عزيزي القارئ  ما ينصح به:


عليك بالأطعمة منخفضة الغلوكوز بدلاً من تلك المرتفعة الغلوكوز :

من المعلوم بأن السكريات والنشويات في الأطعمة منخفضة الغلوكوز ( الكربوهيدرات المركبة,  الحبوب الكاملة , والخضراوات والفول والعدس) تستغرق وقتاً أطول في الهضم من الكربوهيدرات المكررة ، و هذا يسمح للغلوكوز بالانتقال إلى الدم ببطء ، مع الحفاظ على مستوياته في الدم و تزويدك بالطاقة التي تستهلكها لفترة أطول.

عليك بتناول البروتين مع الكربوهيدرات :

فكلما زادت كمية الألياف و البروتين التي تتضمنها أية وجبة تتناولها (أو وجبة خفيفة) ، كلما كان كان إطلاق الكربوهيدرات أبطأ ، وهو أمر جيد لتوازن السكر في دمك.


لا تنشغل أثناء الطعام و كل ببطء :

إذا قمت بتوزيع وجباتك خلال اليوم إلى خمس أو ست وجبات صغيرة بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة ، عندها لن تشعر بالجوع و لن تعاني من انخفاض في نسبة السكر في الدم و الذي يدفعك لطلب المزيد من السكر.

لا تغادر المنزل أبداً دون تناول وجبة الإفطار :

إن أكبر خطأ تقوم به هو عدم تناول وجبة الإفطار. فعند الصباح يكون سكر الدم في أدنى مستوياته.

وهذا هو الوقت المناسب لتناول وجبة فطور صحية منخفضة من الغلوكوز والتي من الممكن أن تساعد في ضبط سكر الدم عند مستوى جيد و مناسب ، وليس كوباً من القهوة مع قطعة من الخبز المحمص مع المربى (كربوهيدرات بالإضافة إلى سكر) ، والتي ستؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر  الدم لديك طوال اليوم .


استبدال السكر بـ الإكسيليتول  Xylitol :

يعتبر الإكسيليتول  البديل الأكثر طبيعية للسكر ، و الموجود بكميات صغيرة في الفواكه مثل البرقوق والكرز ومعظم التوت ، و هو على عكس السكر ، لا يؤثر على مستويات السكر في الدم. و ذلك لأنه يحتوي على سعرات حرارية أقل بنسبة 40٪.


انتق حبوبك الخاصة Cereals :

إذا لزم الأمر قم باستبدال أي سكر بالمحليات (الإكسيليتول) ، و احرص دائماً على أن تكون وجبة إفطارك "صحية" قدر المستطاع و بعيدة عن السكر.

قلل من الكافيين والكحول :

إذ أن كل منهما يؤثر على نسبة السكر في الدم. لذلك حاول الحد من عدد المرات التي تتناولهما خلال اليوم.

غير طريقة رد فعلك على التوتر :

الحقيقة هي أن كيمياء الجسم تتغير بشكل جوهري في كل مرة يتفاعل فيها الشخص مع التوتر , فمهما كانت أفكارك تؤدي إلى التوتر أو الإجهاد, فاحرص على ضبط أعصابك ، فعندما يشعر الشخص بالتوتر ، فإنه سيميل حتماً إلى تناول السكريات أو المنبهات لضبط نفسه و تزويد جسمه بالطاقة.

و هنا ينصح هولفورد بأن تقضي بعض الوقت في توثيق آلية تفاعلك مع الضغط  ، و تستبدل أنماط السلوك تلك بأنماط أكثر صحة (على سبيل المثال تناول الفاكهة بدلاً من الحلويات أو الشوكولاتة).


عليك بشرب الماء بشكل مستمر :

ففي كل مرة يقرصك الجوع ، بدلاً من أن تقفز إلى أول وجبة خفيفة تتبادر إلى ذهنك ، عليك أولاً بكوبٍ كبير من الماء ، ثم حبة من الفاكهة , مع بعض المكسرات أو اللوزيات (إن تناول البروتين مع الكربوهيدرات يحافظ على مستوى معتدل للسكر لديك)


لابد لك من إعادة توازن الدم لديك مع بعض المساعدة الإضافية :

هناك بعض المغذيات التي أثبتت الدراسات أن لها تأثير على خفض مستويات السكر في الدم وتحسين مقاومة الأنسولين.

و لمساعدتك في ضبط مستويات السكر في الدم لديك ، لابد لك من النظر في مكملات النظام الغذائي الخاص بك , و التي تناسب حميتك الغذائية بالإضافة إلى الفيتامينات D ، C ، E و B. كما ثبت علمياً أن للمعادن مثل الكروم والزنك والمغنيسيوم تأثيراً إيجابياً على دعم توازن السكر في الدم.

 

عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

كيف يمكن أن تقلل نسبة السكر Sugar من نظامك الغذائي

أنواع غريبة من الإدمان : السكر ، الاباحية ، مكعبات الثلج وأكثر

ماذا يحدث لجسمك ودماغك عندما تتوقف عن أكل السكر ؟
 


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن