ليس هناك شك بأن الغربان حيوانات ذكية ، فهي تستطيع تذكر أين تم إخفاء الطعام ، والتعرف على الوجوه و الأدوات الحرفية.
ووفقاً لتقارير علمية جديدة ، فإن بعض الغربان يمكنها صناعة هذه الأدوات من ذاكرتها. و من المحتمل أن تشير هذه المهارة إلى أن هذه الحيوانات الذكية تمتلك نوعاً خاصاً من الثقافة .
طيور شديدة الذكاء :
قام الباحثون و تتقدمهم سارة جيلبرت Sarah Jelbert في جامعة كامبردج University of Cambridge بالعمل على وجه التحديد مع غربان كاليدونيا الجديدة New Caledonia.
وتعرف هذه الطيور التي كانت مقيمة في جزر كاليدونيا الجديدة شرقي أستراليا بقدرتها على صناعة الأدوات الحرفية .
و لكن الخبراء لم يتمكنوا من معرفة الكيفية التي اكتسبت فيها الغربان مهاراتها.
و على الرغم من عدم وجود دليل أن غراباً قد شاهد آخر يبني آلته الصغيرة بغية محاكاتها .
إلا أنه يمكن لهذا الطير في منطقة ما أن يبني نفس الأداة التي يبنيها غراب آخر في منطقة تبعد أميال.
كما أن غربان كاليدونيا الجديدة ليس لها في الحقيقة لغة .
لذلك إذا لم تقم هذه الغربان بالبناء عن طريق المحاكاة أو نقل التعليمات من خلال صوت نعيبها ، فكيف تنتقل هذه المعرفة في الأنحاء؟
لقد تكون لدى جيلبرت Sarah Jelbert و فريقها حدس محدد ، وذلك بأن الطيور كانت تبني معتمدة على ذاكرتها للأدوات التي كانت قد رأتها مسبقاً.
و لاختبار ذلك ، قامت المجموعة بتدريب ثمانية غربان لوضع قطع ورقية في آلة بيع زائفة (مجرد صندوق خشبي في الحقيقة) من أجل الحصول على مكافأة جراء هذا العمل.
و ذلك بإن الغربان تحصل على المكافأة - فقط - عندما كانت تلقي بقطعة الورق " العملة النقدية " من حجم معين في الصندوق.
وبمجرد أن تعلمت الغربان الحجم المناسب للحصول على المكافأة ، قامت جيلبرت و فريقها بمكافأة المشاركين المكسوين بالريش (الغربان) ببطاقات كبيرة.
و بعد ذلك, تمكنت الطيور من تعديل حجم هذه البطاقات لتصبح بحجم العملات النقدية المناسبة والتي كانت قد التقطتها في وقت سابق .
و لكن الأهم من ذلك ، أن الغربان لم تحصل مسبقاً على أي نوع من النماذج عندما كانت تعمل مع البطاقات الكبيرة , والمفاجأة العظيمة أن الغربان قامت بتقطيع الأوراق إلى قطع شبيهة بحجم العملات النقدية التي تعلمت أنها ستكافأ بها .
صنع الذكريات :
نظراً لعدم وجود قوالب للنسخ والمحاكاة ، فإنه على ما يبدو أن الغربان تمكنت من بناء صور ذهنية للقطع النقدية واستخدامها كأداة للنسخ .
إن رؤية هذا الأمر مهم ، لأنه - و وفقاً للمؤلفين - يدعم فكرة أن غربان كاليدونيا الجديدة من المحتمل أن تكون قادرة على بناء ثقافة – على الأقل عندما يتعلق الأمر بصناعة الأدوات .
يمكن لهذه الطيور أن تتصور أو تتخيل شيئاً و ليس بناءه من الذاكرة فحسب ، ولكن من المحتمل إدخال تحسينات على تصاميمها .
يقول المؤلفون في هذه الدراسة : "الأهم من ذلك ، أن التحسن الذي حققه الغراب خلال حياته .
يمكن أن يصبح جزءاً من النموذج (أو النسخة) الذي تعلمته الأجيال االلاحقة . وهذا يؤدي إلى زيادة تعقيد الأدوات بمرور الوقت" .
إن هذا التقدم هو المفتاح المكون للتقدم الثقافي .
و يؤكد المؤلفون : "إن الأمر مشابه لكيفية إدراك الأنواع الأخرى من الطيور و تغييرها لنمط تغريدها مع مرور الوقت -و هي مهارة تتطلب أيضاً وجود عناصر تلقين (حفظ) و ارتجال .
و تدرك سارة جيلبرت Sarah Jelbert مع فريقها جيداً أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به لمعرفة ما إذا كانت فرضيتهم متماسكة بالقيام باختبار الزمن الذي يمكن للغربان من أن تتذكر الصور الذهنية للأدوات .
و مع ذلك ، فإن الفكرة القائلة بأن هذه المخلوقات قادرة على الإدراك والبناء ، تجعل المعلومات بهذه الطريقة أهدافاً أكثر إثارة للبحث في المستقبل .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :