هل الشاشات الذكية مضرة لـ الأطفال؟ هل يضر وقت الشاشة فعلياً بالمهارات الاجتماعية للأطفال؟

طفلة تشاهد برنامج عبر شاشة ذكية
هل الشاشات الذكية مضرة لـ الأطفال؟ هل يضر وقت الشاشة فعلياً بالمهارات الاجتماعية للأطفال؟

كأخبار رائعة للآباء في كل مكان ، تشير دراسة جديدة إلى أن الأطفال في هذه الأيام لا يزالون يتمتعون بمهارات اجتماعية طبيعية على الرغم من الشاشات الذكية و الأجهزة اللوحية.

إن أحد الانتقادات الرئيسية لوقت الشاشة لـ الأطفال هو أنه يؤدي إلى قدر أقل من التنشئة الاجتماعية المباشرة.

و بالتالي فإن الأمر يبدو منطقياً، إذ أن قضاء وقت أقل في التنشئة الاجتماعية سيؤدي إلى خسارة الكثير من الفرص لتعلم المهارات الاجتماعية social skills.

و بالتأكيد فإن الآباء يقلقون عندما يسمعون قصصاً من آباء آخرين أنهم أخذوا أطفالهم إلى المقاهي لمتعة الحالة الاجتماعية، و قد شاهدوا هؤلاء الأطفال يسحبون هواتفهم من جيوبهم و بدأوا بمتابعتها بدلاً من التحدث مع الأصدقاء أمامهم مباشرة.

و بالتأكيد فهناك ما يكفي من البحوث التي تشير إلى أن الآباء لديهم سبب للقلق بشأن التأثير السلبي المحتمل لأنواع معينة من وقت الشاشات الذكية على الصحة العقلية للأطفال.

و لكن على الأقل عندما يتعلق الأمر بالمهارات الاجتماعية نفسها ، يبدو أن الآباء يمكنهم الاسترخاء قليلاً حول تأثير الشاشات. إذ تشير دراسة جديدة  نشرت في المجلة الأمريكية لعلم الاجتماع American Journal of Sociology إلى أن وقت الشاشات الذكية له تأثير ضئيل بشكل عام على المهارات الاجتماعية للأطفال.

و مثل العديد من الآباء ، فقد كان المؤلف الرئيسي للدراسة مقتنعاً بأن المهارات الاجتماعية قد تدهورت في الجيل الحالي.

إذ أن دوجلاس داوني Douglas Downey ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ولاية أوهايو ، قد كان لديه فكرة الدراسة لأول مرة أثناء جدال مع ابنه.

و صرح داوني في بيان صحفي في 15 أبريل / نيسان 2020، أثناء تناول البيتزا مع ابنه نيك ، أنه "بدأت أشرح لابني مدى فظاعة جيله فيما يتعلق بمهاراتهم الاجتماعية ، و ذلك ربما بسبب الوقت الذي يقضونه في النظر إلى الشاشات".

و عندما سألني: كيف عرفت ذلك؟  و بالفعل عندما راجعت الأمر، لم يكن هناك أي دليل قوي حول ذلك ".

قارنت الدراسة أطفال المدارس الابتدائية من جيلين.

و للتحقيق أثناء الدراسة، استخدم داوني و زميله بنيامين جيبس Benjamin Gibbs ​​، الأستاذ المساعد في علم الاجتماع في جامعة بريغهام يونغ ، بيانات من الدراسة الطولية للطفولة المبكرة Early Childhood Longitudinal Study - ECLS ، التي يديرها المركز الوطني للإحصاءات التربوية. 

و قد نظرت الدراسة إلى مجموعتين من الأطفال: الأولى شملت حوالي 19,000 طفلاً بدأوا رياض الأطفال في عام 1998 ، و الثانية شملت حوالي 13,400 طالباً بدأوا رياض الأطفال في عام 2010.

و قد كانت دلالة هذه المجموعات أنها تتعلق بالتقنيات الجديدة: فعام 1998 كان قبل انطلاق فيسبوك Facebook بست سنوات، و عام 2010 هو العام الذي تم فيه عرض أول جهاز لوحي آيباد iPad.

و قد جمعت الدراسة ECLS تقييمات من الآباء ثلاث مرات — في بداية و نهاية الروضة و في نهاية الصف الأول.

كما جمعت تقييمات من المعلمين ست مرات بين رياض الأطفال و نهاية الصف الخامس.

ففي أعين الآباء و المعلمين ، كان لدى الأطفال قدرات اجتماعية مماثلة في كلتا المجموعتين.

و قد تم تصنيف الأطفال على أشياء مثل كيفية التحكم بأعصابهم، أو مدى الحفاظ على الصداقات. حتى أن الدراسة نظرت إلى قدرة الأطفال على التوافق مع أولئك الذين كانوا مختلفين عن أنفسهم.

و في الواقع ، قام المعلمون بتقييم كل من مهارات التعامل مع الآخرين، و التحكم بالنفس كان لـ الأطفال أعلى قليلاً ، في المجموعة من عام 2010.

هل من المؤكد أن وقت الشاشات الذكية له تأثير سلبي على المهارات الاجتماعية؟

لقد سمعنا لفترة طويلة أن وقت الشاشات الذكية يقلل من قدرة الطفل على تعلم المهارات الاجتماعية بحيث قد يكون من الصعب قبول النتائج.

و لكن مع ذلك ، وجدت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم أكبر قدر من وقت الشاشة ما زالوا يطورون مهارات اجتماعية مماثلة للأطفال الذين لديهم القليل من الوقت على الشاشات الذكية.

و قد تم العثور على الاستثناء الوحيد في الأطفال الذين شاركوا في الشبكات الاجتماعية و الألعاب عبر الإنترنت عدة مرات في اليوم، فقد كانت -بالنسبة لهم- المهارات الاجتماعية أقل قليلاً.

لقد وجدت الدراسة أن الأطفال الذين لديهم أكبر قدر من وقت الشاشة ما زالوا يطورون مهارات اجتماعية مماثلة للأطفال الذين لديهم القليل من الوقت على الشاشات الذكية.

و حتى أن داوني قد تفاجأ. و هنا قد أشار إلى سؤال قديم ، "ما هي مشكلة الأطفال هذه الأيام؟" ، إنه من الطبيعي بالنسبة للأجيال القديمة أن تصاب بالذعر حول كيفية تأثير التقنيات الجديدة على الشباب.

و أوضح داوني في البيان الصحفي أنه "بشكل عام ، وجدنا القليل من الأدلة على أن الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات الذكية، يضر بالمهارات الاجتماعية لمعظمهم".

و بالتالي "يجب أن تعرف كيفية التواصل عبر البريد الإلكتروني و فيسبوك و تويتر ، و كذلك يجب عليك معرفة كيفية التواصل المباشر وجهاً لوجه. 

و يؤكد دواني: "إننا قد نظرنا و بحثنا، في المهارات الاجتماعية المباشرة (وجهاً لوجه) في هذه الدراسة ، و لكن يجب أن تنظر الدراسات المستقبلية في المهارات الاجتماعية الرقمية digital social skills كذلك."


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

المهارات الاجتماعية للأطفال: أهم 7 مهارات اجتماعية

المهارات الناعمة (اللينة) Soft Skills

الإكتئاب لدى الأطفال أو المراهقين وما المساعدة التي يجب تقديمها


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل