القلق
لماذا يسبب لنا تحديد الأهداف القلق ؟

ما هو موضوع تحديد الأهداف goals الذي يسبب لنا القلق anxiety ؟ 

و لماذا ترتفع مستويات القلق لدينا عندما نخطط للأشياء التي نريدها ، والإنجازات التي لدينا في الاعتبار ، والأهداف التي نأمل في تحقيقها؟

الجواب في الواقع يعود إلى علم بسيط ، و الحل يكمن في الطريقة التي نسير بها نحو تحقيق أهدافنا.

إن التغييرات في حياتنا مرهقة ، سواءً أكانت تغييرات جيدة أم سيئة. و إذا كنا نتحرك ، أو نبدأ مهمة جديدة ، أو في بداية علاقة جديدة ، فإننا نواجه ضغوطاً معتبرة ، لأنه سيكون هناك الكثير من الأسماء و الأشياء المجهولة لنا.

فهل يمكن أن نحقق ما خططنا للقيام به؟ ، و هل سننجح؟ ، و هل سيحب الأشخاص الذين سنتعامل معهم أو هل سنحبهم؟

و كما هو معروف فهناك أهداف صغيرة و أهداف قليلة ، خذ مثلاً تنقلك في شقق مختلفة أثناء الإيجار مقابل شراء منزلك الأول. فكلاهما أهداف ، و لكنهما ينتجان مستويات مختلفة من القلق، بسبب ضغوط المسؤولية التي تتحملها.

و هناك أشياء كثيرة نريد أن نفعلها في حياتنا ، لكن علينا أن نتعرف على الخطوات التي نحتاج إلى اتخاذها للحصول عليها.

و من هنا يأتي القلق..

"بالتأكيد فلا يمكن لعقولنا أن تحدد الفرق بين الأشياء التي نريدها و الأشياء التي لدينا بالفعل".

الفارق كبير بين ما تريده و ما هو لديك فعلاً

إذا لم نحقق الهدف الذي حددناه و سعينا لتحقيقه ، و إذا لم نتمكن من تحديد كيفية الحصول عليه ، أو إذا حصلنا عليه و خسرناه ، فإن عقولنا تشعر و كأننا نفقد بعض القيمة التي كانت بالفعل لدينا.

فعقولنا لا تفهم أن هذا مجرد شيء نريده ، و ليس شيء لدينا.

إنه عندما نضع هدفاً ، فإننا نقنع أذهاننا بأننا قد حققنا ذلك بالفعل. و لذلك ، في حين قد يبدو للآخرين أنه ليس من المهم بالنسبة لنا أن نجلس و نضع قائمة أهدافنا السنوية في العمل ، أو نجلس و نضع قائمة بالأهداف مع شريكنا ، يبدو الأمر كما لو أننا بالفعل وعدنا أنفسنا بالتحقيق.

كما لو أننا قد تعهدنا لأنفسنا بالامتلاك لتلك الأشياء ، أو لتحقيق هذا النجاح ، أو لمنح الشخص الذي نحب أكثر ما يريده. و لا يهم فيما إذا كان هناك شيء يمكننا أن نحصل عليه غداً ، أو شيء يمكننا العمل من أجله لمدة خمس سنوات من الآن ، فإن عقولنا تعتقد بالفعل أن تحقيق هذا الشيء، أمر ضروري لنا لـ "من نحن".

"يعتقد دماغنا بالفعل أنه حتى اللحظة التي نعبر فيها خط النهاية ، و حتى اللحظة التي حققنا فيها هدفنا ، أننا فشلنا بالفعل".

ارتباط عقلي بين الإنجاز و الهزيمة

إذا لم نحقق هدفنا ، فستشعر عقولنا -في الواقع- بشعور حقيقي بالهزيمة ، و أن لدينا قيمة أقل "شعور بالدون". و عليه فإننا لم نعمل بجد بما فيه الكفاية ، أو أننا خذلنا شريكنا.

لذلك ، إلى أن نصل إلى أهدافنا ، فإن عقولنا في حالة تغير مستمر ، حيث تخبرنا بأننا فاشلون ، أو على الأقل ما زلنا غير مستقرين.

و هذا هو السبب في أنه من المهم وضع أهداف واقعية (قابلة للتحقيق)، و القدرة على تقسيمها إلى خطوات صغيرة يمكننا التحكم بها. 

تصوَّر الهدف النهائي مثل الدرجة الأعلى على سلم. و الآن، انتقل إلى أسفل كل درجة و اجعلها هدفاً صغيراً يمكن إدارته و التحكم فيه،  مما يمكن تحقيقه بسهولة أكبر.

و اجعل من هذه الأهداف الصغيرة عملاً يمكنك القيام به كل يوم أو أسبوع أو شهر. و بهذه الطريقة ، في كل مرة تحقق فيها هذه الخطوة على السلم ، سيكون لديك شعور بالإنجاز ، و سيكون لديك معرفة بأنك تتقدم نحو هدفك النهائي. مما يمنحك شعوراً بالتحكم، و شعوراً بالتقدم المكتسب بصعوبة.

أين نخطئ عند تحديد الأهداف؟ 

نخبر أنفسنا بأنه يمكننا أن نضع أهدافاً عالية و صعبة جداً أو غير واقعية Unrealistic.

بالتأكيد يمكننا وضع الكثير من الأهداف في وقت واحد. و كذلك يمكننا تحديد الأهداف التي تعمل في الواقع في غايات متقاطعة ، و تعمل في الواقع ضد بعضها البعض.

و يمكننا أيضاً تحديد أهداف عامة جداً ، لذلك عندما نفكر في سُلّمِنا ، فلا يمكننا وضع أهداف على الدرجات (عتبات السلم) ، حيث أنه لا يمكننا تحديد ماهية تلك الأهداف.

لذلك تصبح مهمتنا تحديد الأهداف، التي نعرف أننا قادرون عليها ، و التي نعرف أننا نستطيع تحقيقها ، و التي لديها خطوات واضحة للوصول إليها.

فالأهداف تعطينا شيئاً ما، نعمل من أجله ، و هي تمنحنا إحساساً بالهدف و الغاية ، و تجعلنا نشعر بأننا ننجز شيئاً ما في حياتنا.

إن تحقيق الأهداف يمنحنا شعوراً بالفخر ، و الحاجة ، و جعل أولئك الذين نهتم بهم فخورين بنا. و في كثير من الأحيان نمارس ضغوطاً هائلة على أنفسنا لوضع الأهداف، و تحقيقها لأننا لا نريد تحسين حياتنا فحسب ، بل حياة الأشخاص الذين نهتم بهم، و اللذين يعتمدون علينا.

لذلك نحن نضع المزيد من القلق anxiety و الثقل weight على أنفسنا.

فكيف نتعلم كيفية إدارة القلق الذي يأتي مع تحديد الأهداف؟

هناك العديد من المسارات التي يمكننا اتخاذها في هذا الخصوص. فيمكننا أن نتعلم تمارين الحد من التوتر stress reduction و الاسترخاء.

و يمكننا أن نتعلم أن نرسي أنفسنا في الواقع reality و اللحظة moment   هنا و الآن (Here and Now)، و أن ندرك أننا نعمل من أجل شيء ما ، لم نحققه بعد ، مما يزيل بعضاً من التوتر stress و الثقل من نفوسنا.

و يمكننا وضع خطوات صغيرة و معقولة reasonable يمكن أن تدفعنا نحو تحقيق أهدافنا ، و يمكننا أيضاً تطوير أنظمة تنظيمية تبقينا على المسار الصحيح و تراقب تقدمنا.

فنحن بحاجة إلى أن نتعلم كيفية تحديد مصدر قلقنا عندما نشعر بأنه يتراكم في نفوسنا جرّاء سعينا وراء أهدافنا.

و أخيراً، سيقول الكثير من الناس أنهم لا يعرفون سبب قلقهم ، و بالتالي فإنه لا يمكنهم تهدئة أنفسهم. و مع ذلك ، و مع بعض الهدوء، و التفكير و البصيرة ، يمكننا تحديد بأن ما يجعلنا قلقون -في الواقع- هو هدف وضعناه لأنفسنا و / أو لأحبائنا.

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل