الأطعمة الشائعة يمكن أن تؤثر على بكتيريا الأمعاء بالتأثير على الفيروسات

قامت مجموعة من الباحثين بتقريب فكرة الغذاء كدواء، خطوة واحدة. لقد حددوا بعض المواد الغذائية الشائعة التي تغير بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم) microbiome لدينا.

ففي العلم اليوم ، تعد بكتيريا الغذاء و القناة الهضمية (الأمعاء) gut bacteria موضوعين مضمونين لإثارة الاهتمام والمناقشة. فكلاهما ، بالطبع ، مترابطان ، و تركز دراسة جديدة على بعض التفاصيل الدقيقة لهذه العلاقة.

فعدم وجود أعداد كبيرة من بكتيريا الأمعاء الصحية يضر بصحتنا ؛ و ينطبق الشيء نفسه عندما لا نأكل غذاءً صحياً. و مع ذلك ، لا يفهم العلماء تماماً التأثير الدقيق لأطعمة معينة على بكتيريا الأمعاء.

و ترجع هذه الفجوة المعرفية جزئياً إلى التعقيد الذي لا يصدق لـ الميكروبيوم. و يعتبر أحد العوامل الذي يعكر المياه هو باكتيروفيج  bacteriophage ،.

الـ فيج (الخلايا الملتهمة)

الخلايا الملتهمة - الفيجات Phages هي فيروسات تهاجم البكتيريا فقط. في داخل القناة الهضمية ، تفوق هذه الفيروسات عدد بكتيريا الأمعاء المذهلة بعددها.

إذ يهاجم كل فيج نوعاً معيناً من البكتيريوم bacterium ، مما يعني أنه يمكن أن يؤثر على مستويات بكتيريا الأمعاء - الميكروبيوم. و تحتاج الفيجات Phages إلى البكتيريا لتعيش ، لذلك إذا كانت البكتيريا bacteria غير موجودة (غائبة) ، فإن الفيجات phages لا يمكنها البقاء على قيد الحياة.

وهذا يعني أن أيٍ من الأطعمة التي تؤثر على الفيجات يمكن أن تؤثر على بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم) gut bacteria و العكس بالعكس. و على سبيل المثال ، إذا زاد عدد نوع واحد من الفيجات ، فإن البكتيريا التي تستهلكها سوف تتضاءل ، مما قد يتيح مجالاً لأنواع أخرى من البكتيريا بالتكاثر.

و بهذه الطريقة ، يمكن للفيروسات أن تؤثر على الميكروبيوم الكلي - عن طريق تشذيب نوع واحد ، فإنها توفر مساحة لأنواع أخرى لملئها.

التحول من الداعم للبلعمة برو فيج prophage

تتواجد معظم فيجات الأمعاء في شكل هاجع - نائم – إذ يتم دمج الحمض النووي الخاص بها في جينوم البكتيريا bacteria's genome. و في هذا النموذج ، يطلق عليهم البرو فيج.

و قد حدد العلماء بعض المركبات التي تؤدي إلى تحفيز البرو فيج للعودة إلى شكلها النشط. و عندما يحدث هذا ، تنفجر مئات من الخلايا الملتهمة الجديدة من الخلايا البكتيرية ، مما يؤدي إلى مقتل "المُضيف" و البدء بمهاجمة البكتيريا الأخرى. و تشمل هذه المركبات:

• صلصة الصويا soy sauce 
• و النيكوتين nicotine 
• و بعض المضادات الحيوية antibiotics ، مثل سيبروفلوكساسين ciprofloxacin. 

و حتى الآن ، فإن قائمة المركبات التي تعزز الخلايا الملتهمة phage-promoting compounds قصيرة نسبياً.

و من الضروري أن نكشف عن الوقود الكيميائي لنشاط الفيج (الخلايا الملتهمة). و بما أن الفيجات تهاجم البكتيريا و تقتلها ، فإننا إذا فهمنا كيف يمكننا التلاعب بها ، فإنها يمكن أن تعمل كمضادات حيوية طبيعية قوية.

و قد جُهزت دراسة حديثة لتوسيع قائمة المركبات التي تحفز نشاط الفيج. إذ نشر علماء من جامعة ولاية سان دييغو San Diego State University ، كاليفورنيا نتائجهم في مجلة Gut Microbes.

و هم يأملون في أن تقدم نتائجهم "إمكانية استخدام نظام غذائي لتكوين صورة عميقة عن ميكروبيوم الأمعاء البشرية عن طريق تحريض البرو فيج prophage." و للتحقيق ، اختار الباحثون مجموعة واسعة من المركبات التي قد تؤثر على نشاط الفيج. 

و قد اختاروا مجموعة من البكتيريا من اثنين من الشائع في الأمعاء: Bacteroidetes و Firmicutes. وشملت كلا السلالات المفيدة و المسببة للأمراض من البكتيريا.

و من ضمن 117 مركباً غذائياً ، قاموا بتضييق نطاق البحث إلى 28 فقط. و لاحظ الباحثون نمو البكتيريا bacteria في حضور كل مركب محدد ؛ و لاحظوا أيضاً نموها بدون وجود المركب كعنصر تحكم. و بعد ذلك ، استخدموا التدفق الخلوي flow cytometry ، و هي عملية حساسة بما يكفي للكشف عن جزيئات الفيروس الصغيرة التي لا يمكن تصورها.

ما هي الأطعمة التي تؤثر على الخلايا الملتهمة phages  ؟

من بين المرشحين الـ 28 ، فقد قام 11 مركباً  بإنتاج مستويات من جزيئات الفيروس بمعدل أعلى من الضوابط ، مما يدل على أنها أثرت على نشاط  الخلايا الملتهمة.

و قد حدثت بعض من الدوافع الأكثر إثارة في الخلايا الملتهمة في وجود القرنفل clove ، و الدنج propolis (و هو عبارة عن مركب ينتجه النحل) ،و الأوفا أرسي uva ursi (المعروف أيضا باسم kinnikinnick أو bearberry) ، و الأسبارتام  aspartame.

وكان محفز الداعم للخلايا الملتهمة prophage الأكثر قوة هو ستيفيا ، وهو بديل للسكر مشتق من النباتات.  حيث أنه و مع بعض أنواع السلالات البكتيرية ، زاد ستيفيا عدد جزيئات الفيروس بأكثر من 400 % .

وعلى العكس من ذلك  ، فقد قللت بعض الأطعمة من عدد جزيئات الفيروس ؛ حيث تضمنت أبرزها روبارب rhubarb وفيرنيت fernet (نوع من الخمور الإيطالية ) والقهوة و الأوريغانو oregano.

ولتعقيد الأمور ، فقد عززت بعض المركبات من نشاط الخلايا الملتهمة المرتبط ببعض البكتيريا ، ولكنها قللت من نشاط الخلايا الملتهمة المرتبطة بأنواع أخرى ؛ وتشمل هذه المركبات معجون الأسنان ، مستخلص بذور الجريب فروت ، والرمان.

و وفقاً للمؤلفين ، فإن واحدة من أكثر الأطعمة المضادة للبكتيريا فعالية هي صلصة تاباسكو الحارة hot tabasco sauce ، والتي " قللت من نمو الأنواع الثلاثة [المتعلقة بالجهاز الهضمي gastrointestinal] ، باستثناء مسببات الأمراض الانتهازية P. الزنجارية pathogen P. aeruginosa ، بمعدل 92٪".

و من المعروف أن التاباسكو Tabasco يحتوي على الخل ، ولكن عندما اختبروا الخل وحده ، وجدوا أنه قلل من نمو البكتيريا بنسبة 71 ٪. و هم يعتقدون أن الكبسيسن capsaicin - مركب حار لاذع موجود في الفلفل الحار  - قد يفسر القدرات الإضافية المضادة للجراثيم.

ومع ذلك ، وفي التجارب التي أجريت على التاباسكو tabasco ، لم يتم العثور على جزيئات الفيروس ، لذلك من غير المحتمل أن تتدخل الخلايا الملتهمة . 

المستقبل :

تعتبرهذه النتائج مهمة. حيث يدرك العلماء الآن أن الميكروبيوم يمكن أن يؤثر على صحتنا الجسدية والعقلية ؛ كما يمكنه أن يسبب الالتهاب ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

و إذا تمكن العلماء من تحديد كيفية تغيير الميكروبيوم بطرق محددة ، فيمكنهم نظرياً إزالة أو تقليل هذه المخاطر.

و قد أوضح أحد المؤلفين  ، فورست روهور Forest Rohwer قائلاً : " إن القدرة على قتل بكتيريا معينة ، دون التأثير على البكتيريا الأخرى ، تجعل هذه المركبات مثيرة للاهتمام للغاية."

و بالطبع فإن قائمة المركبات الجديدة ليست شاملة أو مفصلة على الإطلاق ، وكما يقول روهور Rohwer : "ربما هناك الآلاف من المركبات التي قد تكون مفيدة للتخلص من البكتيريا غير المرغوب فيها."

ويأمل المؤلفون أن يستمر العلماء في هذا الاتجاه. وهم يشرحون أيضاً أن العلماء سيحتاجون إلى محاولة معرفة الآليات الجزيئية التي تحول الخلايا الملتهمة من الخمول إلى النشاط.

المصدر