الوقت
إدارة الوقت : كيف تدير وقتك و تتعلم أشياء جديدة كل يوم

أن يكون كل ما لديك هو أربع و عشرين ساعة فقط  فهذه حقيقة يصعب ابتلاعها أو تقبلها، و كما يقول المثل "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك".

وبغض النظر عن عدد الكتب التي كتبتها (أو لم تقم بكتابتها) ،و بغض النظر كم هي عريضة  أحلامك و كبيرة آمالك (أو لا) ،و بصرف النظر عن مقدار "الإمكانيات" التي تمتلكها (أو لا) - فإن كل ما تملكه هو 24 ساعة .

و إليك حقيقة صعبة أخرى:

إن الأربع و عشرين ساعة اليومية تمر بشكل أسرع من ساعات الأمس. وستستمر ساعات الغد الـ 24 ساعة بالتحرك بشكل أسرع . و ستتحرك كل سنة بشكل أسرع من الماضية .

إن هذا ليس غلواً أو مقارنة مبالغ فيها . بل إنها الرياضيات. كلما عشت أكثر و لمدة أطول ، كلما زاد إحساسك بـ الوقت.

فالسنة لن تبدو طويلة جداً إذا كنت قد عشت إلى وقتك الحالي عشر سنوات.

وبعد أن تكون قد عشت 20 عاماً ، ستبدو أن هذه السنوات أسرع بمرتين لأنك واجهت ضعف هذا العدد من السنوات .

و لدى انتقالك إلى مرحلة البلوغ ، ستختفي الأيام بشكل أسرع مما كنت تحلم به كطفل.

وأذكر أنني عندما تخرجت من الكلية ، ذهبت للنوم ، ثم استيقظت في اليوم التالي للذكرى السادسة لي مع شركة أقسمت أنني لن أتواجد فيها  إلا لبضعة أشهر. وفي الوقت نفسه ، يستمر العالم في التغير.

وبدون توقف! يفترض بنا مواكبة كل العباقرة والاتجاهات والأخبار.

إنني  على يقين أنك إنسان مشغول. و أنا أعرف ذلك لأنك على تعيش على هذا الكوكب ضمن أسرع جيل من البشر مر على هذه الأرض على الإطلاق.

ولكن لا يزال عليك أن تبقى في المقدمة.  لذلك يجب أن تتعلم. وأن تنمو. وفي الوقت نفسه ، عليك أن تبقى عاقلاً و سليم العقل .

و لكن : كيف يمكنك أن تفعل ذلك كله ؟

ولمعرفة ذلك ، إليك عزيزي القارئ  بعض الأفكار:

1-  توقف عن تضييع وقتك في البودكاست و المدونات الصوتية :

كثير من الناس الذين أعرفهم يعتبرون صدىً لصوت واحد.

و من المعلوم أن المدونة الصوتية تجعلنا نشعر بأننا أذكياء. والآن و بشكل خاص ، تملي ثقافتنا أن كل من يستمع إلى مدونات صوتية على نحو أكثر فهو يعتبر الأذكى.

و قد قال لي أحدهم ذات مرة: " إنني أستمع إلى البودكاست بسرعة مضاعفة ". "و هكذا يمكنني الحصول على مزيد من المعلومات."

إلا أن السؤال الذي لم أطرحه آنذاك ، ولكن كان يتوجب علي  طرحه هو: "حسناً إذاً، ماذا تتذكر من هذا الصباح؟"

لقد اعتدت أن أكون هذا الرجل. وكنت تماماً مثل المدونة الصوتية تود Podcast Todd ، متعلماً شرساً ! إلا أنني أدركت  لاحقاً ، أنني لم أتذكر شيئاً واحداً مما كنت قد استمعت إليه ، و نادراً ما قمت بتطبيق أي فكرة منها .

وما زالت المدونة الصوتية تود بودكاست تظهر من حين لآخر. و لكنه قد غير اتجاهه إلى تود المفكرThoughtful Todd ، وإلى الرجل الذي يتحدث من خلف مقوده حول ما تعلمه من البودكاست في ذلك الصباح.

( لقد كان الجواب  في كثير من الأحيان "ممممم" ، لذلك قمت بمقاطعة هذا البودكاست)

2-  قل هذه الكلمات السحرية :

"أنا أحبك ، لكن لا يمكنني التركيز عليك الآن."

إذا لم تكن قوياً عاطفياً بدرجة كافية لقول هذا للناس حتى الآن ، ابدأ بقولها  للمهام والمشاريع.

و قد قلت ذات مرة نعم لكل ما اعتبرته "مثمراً" بشكل تعسفي. لقد كانت تغييرات الموقع الإلكتروني والبحث والكتابة وتصميم الرسومات للمشاركات تندرج بشكل منطقي في إطار الهدف الكبير ذاته .

ولكنني من الناحية البيولوجية  كنت أهدر طاقة دماغي الذي كان يقاتل كل أنواع بقايا الانتباه و هو يقفز من شيء إلى آخر.

ثم اتضح لي لاحقاً أنه عندما يكون كل شيء مهماً ، فإنه ليس كذلك في واقع الأمر .

أما الآن وعندما أحاول أن أتعلم شيئاً جديداً  ، فإنني  أقول : " أنا أحبك ، لكن لا يمكنني أن أركز عليك الآن ."

و أنا  أقول هذا لـموقع  لينكيدن LinkedIn و كورا Quora ومجموعات سلاك Slack والمكالمات الهاتفية والرسائل النصية.

كما أنني اكتشفت أن التعلم يعني التقدم Learning is progress، حتى لو لم يكن ذا أولوية عندك . فأنا عندما أقرأ أو أقوم بالبحث ، فهذا كل ما يتوجب علي القيام به.

3- اسأل شخصاً واحداً عن وظيفته وعن عمله في كل يوم :

 إليك خدعة رائعة بإمكانك أن تمارسها في حياتك. و أنا أنصحك بأن تجعلها قاعدة تطبقها في حياتك و هي  أن تتظاهر بأنك  أغبى شخص في المكان الذي تتواجد فيه و في كل مكان تذهب إليه .

و مما لاشك فيه أنك عندما تكون غبياً ، فإن الناس سيخبرونك بكل ما يعرفونه. و ما عليك إلا أن تطلب منهم تكرار ما أخبروك به مرة واحدة . واكتبه. ثم تحدث مع نفسك عنه في طريقك إلى المنزل.

و قد وجدت أنه غالباً ما يتجاهل الناس مصادر المعرفة الهائلة حولهم الكامنة في شكل زملاء عمل. وهذا هو السبب في أن وظيفتي من 9 إلى 5 أصبحت سلاحي السري . ففي معظم الأوقات ، من الأفضل لك أن تجري محادثة عميقة مع زميلك عن قراءة أحدث كتاب مبيعاً و ذلك بسبب أن:

1- لديهم معلومات متخصصة.

2- (وهذا ينطبق مباشرة على وظيفتك).

3- هم لا يحاولون جني الأموال من المعلومات التي لديهم .

4- هم متواجدون في جميع أنحاء لمتابعة الأسئلة و ملاحقتها .

5- سيكونون ممتنين لإتاحة الفرصة لمشاركة ما يعرفونه معك .

و هكذا فإنني أتحداك أنك ستتعلم قدراً من المعلومات يفوق المعلومات التي لدى الجميع من المرة الأولى التي ستمارس فيها هذا الأمر. و من ثم لا تتردد في قراءة المزيد من الكتب.

4- كن على استعداد "لتبديد" البعض من الوقت :

و كما يبدو من عنوان هذه الفقرة فإن هذا يبدو غير وارد في عصر التعلم الذكي .إذ كيف يمكن لأي شخص تحمل تضييع الوقت أو التخلي عن بعضه بسهولة ؟

إنه أمر بسيط. لأن الدرس المستفاد من التجربة يكون في كثير من الأحيان أقوى من مائة مفهوم مستفاد من الدروس النظرية.

و أذكر أنني عندما قمت بتعلم الرسوم المتحركة لأول مرة ، فقد عملت بجد و بأقصى طاقة لي لمدة 6 أشهر في أول مشروع كبير لي .

ولقد استغرقت كل خطوة مني عقوداً و ذلك لأنني اضطررت إلى الركض ذهاباً وإياباً لليوتيوب  YouTube و ذلك لتذكير نفسي بالضبط كيف أفعل ما خططت له. لقد كان الأمر بالنسبة إلي معاناة .

وفي نهاية تلك الأشهر الستة ، قمت بمسح العرق عن جبيني ، و هنا شق أول فيلم قصير متحرك بالكامل لي طريقه نحو الضوء - فيديو قصير عن الاجتماعات.

هل تعرف ماذا حدث بعد ذلك؟

لقد قمت برمي هذا المشروع مباشرة في صندوق إعادة التدوير. حيث أبى الجميع على الإطلاق أن يطلع عليه.

لذا فقد اكتشفت أن عملية التعلم مكلفة دائماً  ، سواء أكان من خلال وقت أو المال.  وهذا المشروع لم يكلفني أي أموال ، و لكنني ضحيت  بوقتي ، و هو الشيء الوحيد الذي لن أقدر على استرجاعه أو إعادته  أبداً.

لذا ، فإنني عزيزي القارئ أرجوك أن تدرك شيئاً  واحداً .

و هو أنك إذا كنت ترغب في أن تكون مرئياً من قبل العالم ، فسيتعين عليك القيام بالكثير من العمل غير المرئي.

 لقد أصبح الآن بمقدوري كنتيجة لهذا الستة أشهر أن أقوم بصنع فيلم للرسوم المتحركة على مستوى لائق . كما أنني بت  قادراً على قص مقاطع الفيديو الخاصة بي بدلاً من الدفع كثيراً مقابل الاستعانة بمصادر خارجية.

 إن التعلم مقرف و مؤلم. وسوف يجعلك متعباً و مرهقاً ،كل هذا صحيح و لكن قم به على أي حال .

.قم به لأجل السبب التالي فقط و هو أن :

التكنولوجيا تتغير، معك أو بدونك. 

كما أن العمل يخضع للتغيير أيضاً  معك أو بدونك . والعالم يتحرك و يمضي قدماً ، معك أو بدونك.

أما الطريقة التي أراها مناسبة ، فلديك الخياران التاليان :

1- إما أن تركب الموجة.

2- أو أنك ستسحق  بسبب المد  التكنولوجي  والتغيير الحاصل .


التعلُّم الذاتي مهمٌ للغاية.. لماذا و كيف؟

تطوير الذات : 7 من أفضل النصائح في التنمية الذاتية

كتب التكنولوجيا التي ينبغي عليك أن تقرأها بحلول عام 2020


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن