تركواز بوست الهواتف الذكية
الهواتف الذكية على وشك أن تصبح في غاية الغرابة (عجيبة)

الهواتف الذكية على وشك أن تصبح في غاية الغرابة (عجيبة) تقديم صانعي الهواتف اقتراحات ذكية في الوقت الذي تتباطأ فيه المبيعات .

يوشك المستقبل أن يكون قابلاً للطي ، و ذلك في حال صدقنا ما يقوله صانعو الهواتف الذكية ( سمارت فون )  . إذ أعلنت شركة سامسونج Samsung في المؤتمر العالمي للجوالات Mobile World Congress في فبراير ، أنها ستصدر هاتفًا مستقبلياً قابلاً للطي في نهاية شهر أبريل  2019 بسعر مثير للإعجاب وذلك مقابل 1980 دولار.

وعرضت الشركة تصوراً عن جيل جديد من هواتف جالكسي القابلة للطي Galaxy Fold إلى جهاز بحجم الكمبيوتر اللوحي . وإنه لمن المذهل مشاهدة الناس يستخدمون هذا الجهاز ، كشيء خارج من فيلم خيال علمي.  وقد أعلنت كل من شركتي هواوي وشاومي Huawei و Xiaomi و شركات أخرى مسبقاً عن أجهزتهم التنافسية القابلة للطي. ويشاع أن شركة أبل

Apple

تبحث أيضاً في هذه في التكنولوجيا. وقد تكون الشاشات القابلة للطي قريباً في كل مكان.

 

و هذا يتركنا مع سؤال بسيط و وحيد : لماذا ؟

إن الأجهزة القابلة للطي تعد أحد الحلول الممكنة لمشكلة العديد من الشركات الكبرى المصنعة للتكنولوجيا في العالم القلقة بشأن : تقلص مبيعات الهواتف الذكية.  حيث تدوم هواتفنا لفترة أطول من أي وقت مضى ، وهو أمر رائع للمستهلكين الذين لا يرغبون في إنفاق مئات الدولارات في كل عام ، ولكن الأمر ليس ليس عظيماً جداً بالنسبة  للمصنعين الذين يرغبون في جعل هؤلاء المستهلكين يقومون بشراء هواتف جديدة في كل عام. كما أن الوضع التكنولوجي الراهن لن يقوم بذلك ؛ إذ تحتاج الشركات إلى شيء مبهج وقابل للتسويق وأصلي تماماً لجعل المستهلكين على استعداد للمساومة على هواتفهم الحالية ، و ذلك بغية الحصول على طراز جديد أغلى سعراً.  حيث أن الهاتف القابل للطي ما هي إلا مجرد احتمال أو إمكانية واحدة ؛ وهو الهاتف الأكثر غرابة و سحراً وسيكون أفضل للموجة القادمة من الهواتف الذكية.

و قد يستفيد مصنعو الهواتف الذكية الذين يتطلعون إلى زيادة مبيعاتهم ، و لكن المزايا و الفوائد بالنسبة للمستهلكين مشكوك فيها وهي موضع تساؤل أكبر. و تقدم الهواتف القابلة للطي فوائد قليلة مقارنة بجهازالآيفون iPhone أوالأندرويد Android التقليدي. فهناك شاشات إضافية قابلة للكسر و تقنيات دقيقة للمفصلات ، مما قد يؤدي إلى رفع تكلفة الإصلاحات في حالة حدوث خطأ ما - وعادة ما يحدث خطأ في تكنولوجيا الجيل الأول. و حتى أن الدعم للأندرويد Android الرسمي غير متوفر بعد لهذه الأجهزة حتى الآن. وإذا نظرت عن كثب إلى إعلان هاتف جالكسي القابل للطي Galaxy Fold من سامسونج

Samsung

، فستشاهد شاشات بأحجام كبيرة لا تملأ المساحة المخصصة بالكامل.

إن الحقيقة الحالية هي أن الشركات التي تقوم بتسويق الهواتف القابلة للطي قد فشلت في التوصل إلى إعلان مقنع لكيفية تحسين حياتك.  و هناك إمكانية و احدة في هذه الهواتف وهي السماح لك بتعدد المهام - مثل لعب الألعاب و كتابة الرسائل النصية في الوقت نفسه . حيث أن تعدد المهام ، بالطبع ، متاح بالفعل مسبقاً  إلى حد ما على أجهزة معينة مثل الجالكسي نوت Galaxy Note ، و لكنه من غيرالواضح ما إذا كان أي شخص قد قام بطلب تلك الميزة للبدء بها .

لقد مرت 10 سنوات منذ أن كشفت شركة آبل Apple النقاب عن جهاز الآيفون iPhone وبدأت السباق لإنشاء جهاز كمبيوتر مثالي لحمل و نقل كل شيء رقمي في كل مكان. ولكن يمكن القول أن الهاتف الذكي المستطيل الأساسي قد وصل إلى شكله النهائي المثالي: فما الذي يمكن القيام به بخلاف جعله أسرع أو أرق أوذو لون مختلف؟ ( هل سنقول في إعلان ما : مرحباً ،  إليكم الآيفون ذو اللون اوالشكل المرجاني الجديد!)

إن إدراك شركة آبل Apple لهذا ، جعلها تقوم بالانتقال بهدوء إلى دورة مدتها ثلاث سنوات لتعديل تصميم هاتف الآيفون iPhone ،وذلك حتى مع تنافسها  في الصراع على الابتكار أيضاً .ومن الناحية التاريخية فلقد كانت كل من تصاميم هواتف هواوي Huawei و سامسونج Samsung وشاومي Xiaomi تتطلع إلى جهاز الآيفون iPhone  كمصدرللإلهام ،و لكن هذه الشركات قد تم تركها لأجهزتها الخاصة و ذلك من أجل العثور على شيء ما - أي شيء - يمكن أن يحفز المبيعات ويجعلها تشعر كما لو أنها في عام 2016 مجدداً .

وقد وصلت تقنية العرض المرنة في الوقت المناسب لصناع الهواتف الذكية الذين يبحثون عن وسيلة للتمييز بين منتجاتهم المتشابهة بشكل متزايد. و تعد  كل من شركتي سامسونج Samsung وإل جي LG من أكبر الشركات المصنعة للشاشات في العالم ، حيث توفرهاتين الشركتين شاشات العرض لكل جهاز موجود تقريباً ،  كما أنهما كانتا تعملان سراًعلى تقنية الشاشات المرنة لسنوات عديدة ، و هي تكافح من أجل بناءها بكميات مستدامة و معقولة إلى الآن.

ولكن الأمر لم يتوقف عند الشاشات فحسب .  إذ أنه وفجأة ، دخل صانعو الهواتف في سباق تسلح حول عدد الكاميرات التي من الممكن حشرها على ظهر أو خلفية جهاز واحد. و في هذا المجال أطلقت شركة نوكيا Nokia هاتف بيورفيوPureview مع مجموعة من خمس كاميرات على خفية الهاتف ، حيث تدعي الشركة أن هذه الكاميرات  توفر خيارات أكثر عمقًا

depth

وتكبيرًا

zoom

من كاميرات الهواتف الذكية التقليدية.

كما أن هاتف سامسونج إس 10 Samsung S10 الاستثنائي من شركة سامسونج ، والمقرر صدوره قريباً ، يحتوي على خمس عدسات رياضية. وقريباً ، سيكون هناك الكثير منها ،و مع الشراكة بين شركتي سوني Sony وشاومي Xiaomi مع الشركة المصنعة لمجموعة الكاميرا Light لبناء إصداراتها الخاصة.

و في هذه الأثناء ، دخلت شركة إينيرجايزر Energizer لعبة تصنيع الهواتف الذكية عن طريق لصق بطارية ضخمة بهاتف يساعدها على الاستمرار لمدة 50 يومًا عبر شحنه مرة واحدة.

كما تحاول شركات الهواتف الذكية القضاء على هذه الثغرة من خلال كاميرات ذات التجويف المثقوب

punch-hole cameras

وعدسات التصويرالذاتية

selfie lenses

المدفوعة بمحركات. حتى أن هناك هواتف ذكية كاملة الحجم مزودة بلوحات مفاتيح مائلة منزلقة.

حسناً ، بإمكاننا القول أن كل شيء مباح لأنه لا أحد يعرف ما الذي سوف يلتزم به. ولكن الأمر برمته يبدو وكأن شركات الحلاقة تضيف مزيدًا من الشفرات إلى خراطيشها - حيث يتم إجراء تغييرات من أجل التغييرات فقط  لا غير .

و في هذه الحالة لابد لنا من التنويه إلى أن صناعة الهواتف الذكية لديها تاريخ من التجارب الغريبة والأفكار السيئة. فمن هاتف نوكيا Nokia 7600 الذي كان على شكل دمعة إلى هاتف مايكروسوفت كن Microsoft Kin القصير و الممتلئ (البدين) ،  و مع أن كل هذه التجارب و الأفكار كان محكوماً عليها بالفشل ، إلا أنها بالفعل ساعدت في دفع الصناعة بأكملها إلى الأمام.

و كانت شركة آبل Apple قد صممت الهاتف الذكي المثالي وذلك عندما خرجت علينا بإبداعها هاتفها الآيفون iPhone ،. حيث وفرت  الشركة أجهزة جميلة بخطوط ملساء زلقة – الأمر الذي دفع الشركات المنافسة إلى محاكاتها و الاحتذاء بها. وعلى مرالسنين ، اختفت الأفكار المرحة والغريبة  المميزة لصالح الموضة. أما في الوقت الراهن فإننا نصل إلى الدورة الكاملة للهواتف الذكية : إذ أصبح الهاتف الذكي والمثالي ، مملاً . و يبدو أن شركة أبل  Apple بدأت تشعر بهذا أيضاً، و لهذا شرعت في إضافة ألوان إلى أجهزتها باستخدام تشكيلة iPhone XR.

ومن شبه المؤكد أن الهاتف من الطراز القابل للطي سيصدر إلى الأسواق في غضون أشهر. و من المحتمل أن نرى هذه الهواتف مرة أخرى ، و لكنها ستختفي لا محالة  بعد عدة سنوات عندما يكرر المصنعون الفكرة ويقلصون الأجزاء المعنية و المرتبطة بها . إذ أنه و في هذا الاندفاع المجنون للحصول على شيء جديد ومبتكر خارج عن العادة ، سينتج جيل من الهواتف القابلة للطي هشة و ثقيلة أومن الواضح  أنها ستكون غير قابلة للاستخدام . ثم إننا سننظر إلى الوراء ونضحك على مدى سخافة تلك الأفكار.

ولكن  هكذا تبدأ الأمور دائماً . ثم ، ومن هنا ما عليك سوى توقع ما هو غير متوقع.

المصدر

الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن