تركواز بوست
توقف عن التركيز على ما ينقصك

توقف عن التركيز على ما ينقصك و عليك بنسيان الكمال و المثالية

كما هو معلوم هذه الأيام، فنحن ننفق الكثير و الكثير من الوقت على تحسين ذواتنا ، ولكن عندما ننظر إلى التحسين ، نتذكر وباستمرار كل ما نفتقر إليه و كل ما ينقصنا.

إن الأمر- و بكل بساطة- يتعلق دائماً بكيفية الارتقاء بأنفسنا و بحياتنا.

كيف نصبح أكثر نحافةً وذكاءً و كيف نحصل على المزيد من المال، و المزيد من الشهرة، و كيف نصبح أفضل؟

كيف نعيد خلق و تشكيل أنفسنا؟

كيف نَتَغيَّر؟

 

إن السؤال الكبير هو ... لماذا؟

حسناً..

من العجيب للغاية، و بالفعل نحن مخلوقات غريبة جداً  نعرف -بطبيعتنا- و بعمق ، أننا لن نكون مثاليين أبداً ، ومع ذلك فلا يمكننا التوقف عن المحاولة -على أية حال- للوصول للكمال و المثالية.

 

علينا نسيان الكمال

إن الحياة بصورتها المثالية تتراقص حولنا في كل مكان. و خاصة -في أيامنا هذه- حيث لدينا وسائل التواصل الاجتماعي التي تستمر في التزايد و النمو أكبر وأكثر. ناهيك عن توافر كتب المساعدة الذاتية ( تطوير الذات ) والاقتباسات التحفيزية أكثر من أي وقت مضى ، فلماذا لا ينبغي علينا محاولة تحسين أنفسنا؟ ... بل يجب علينا ذلك... يجب علينا بالتأكيد.

 

ولسوء الحظ ، غالباً ما نميل إلى التركيز على الفشل والعيوب عندما ننظر إلى تحسين الذات... أووه كيف يكون ذلك؟

حسناً ، ألا توافقني الرأي، أننا إذا رأينا إعلاناً تجارياً أو منشوراً أو درساً تعليمياً على Youtube ، فنحن -هنا- لا نفكر مطلقاً ؛ و على سبيل المثال لو شاهدنا إعلاناً للشعر.. سنبدأ على الفور بالتحدث إلى أنفسنا:  

يجب علينا أن نحصل على شعر أنعم وأجمل..

يا إلهي.. كم هو شعرنا بشع وقبيح!!

يجب علينا عمل أي شيء لحل مشكلته☹...

انظر كم هو جميل ذلك الشعر الذي في الإعلان..

 

و من جانبٍ آخر ربما تبحث عن نصيحة حول كيفية كسب المال من الأشخاص الذين لديهم الكثير من الأموال ، والتي لن تؤدي إلا إلى تذكيرك بمدى فقرك.

 
هنا سأسدي لك نصيحة.. فقط تذكر ، أنه لن يصبح الأمر حقيقةً بمجرد أنك تقف أمام المرآة ، و تخبر نفسك بأنك لن تكون وحدك إلى الأبد. فلن يستيقظ بجوارك -فجأة- صديق سحري جديد في صباح اليوم التالي.
 

دعونا نكون صادقين

ما الذي يتوجب علينا فعله؟

إنها دائرة مفرغة... نريد تحسين أنفسنا ، ولكن لا يمكننا البحث عن أي مساعدة في أي مكان (بخصوص ذلك) دون أن يتم تذكيرنا بكل شيء ينقصنا أو نفتقر إليه. ألا تلاحظ أننا عندما نبدأ بـ التركيز على الحصول على المزيد من المال ، أو المزيد من النجاح أو المزيد من أية نظرةٍ للأفضل ، تبدأ مع ذلك تلك الحلقة الشريرة التي تظل تذكرنا بما نفتقر إليه ، بدلاً من أن تذكرنا بما نملك و بما هو لدينا.

في الواقع أننا سنفتقد دائماً إلى شيءٍ ما (بل أشياءً كثيرة) في حياتنا ، و لكن بدلاً من التركيز على ما نفتقده ، يجب علينا أن نسعى جاهدين لقبول أنفسنا. ومن ثم يمكننا البدء بالرحلة و العمل.

 

لا ينبغي تشجيع الإيجابية Positivity الطائشة (التفاؤل غير الذكي)

إنه من الغباء (و نعتذر هنا لعدم وجود كلمة أفضل) أن تكون إيجابياً في النظر إلى كل شيء، و هذا ما يمكن أن نسميه الإيجابية الطائشة (إيجابية بلا عقل). ومن البساطة أن تغلق عيناك و تبدأ بالتفكير في الفراشات الجميلة ، ولكن هذا لا يعني أنها ستظهر فجأة أمام عينيك.

بالتأكيد أن الإيجابية شيءٌ رائعٌ و عظيمٌ ، ولكنها تحتاج إلى أساسٍ قويٍ. و إذا لم تنشئ -أنت- أساساً حقيقياً وصادقاً ، فسوف تنهار وتتهدم.

 

و إذا كنت تريد أن تبدأ في فعل المزيد ، وأن تحصل على أكثر و تتعلم أكثر ، فأنت بحاجة إلى قبول الحقيقة المرة... الحقيقة المرة هي: أنك

لن تكون مثالياً أبداً

سينقصك دائماً شيء ما في حياتك.

 

فلا يمكن للزهور أن تنمو في الحلوى (في الواقع ربما بعضها يفعل ذلك ، و لكن في الصورة التذكارية ☺).

 

عليك بقبول عيوبك و إخفاقاتك و اعتبرها الأساس و القاعدة التي تنطلق منها. كن صادقاً مع نفسك ، بدلاً من محاولة خلق شيء حقيقي بالاعتماد على الوهم.

 

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل