تركواز بوست الخفافيش
نوع من الخفافيش هو مصدر وباء فيروس الإيبولا

قد تكون هذه الأنواع من الخفافيش مصدراً لوباء الإيبولا الذي أودى بحياة أكثر من 11,000 شخص في غرب أفريقيا

 

لقد تفاجأ العالم بوباء الإيبولا (Ebola) الهائل الذي ضرب غرب أفريقيا بين عامي 2013 و 2016. و حينها لم يتم العثور على الفيروس في المنطقة ؛ إذ كانت جميع حالات تفشي الإيبولا السابقة متواجدة في بلدان في وسط أفريقيا أو السودان. وهو ما شكل حينذاك لغزاً كبيراً: من أين أتى الفيروس المسمى إيبولا زائير (Ebola Zaire)؟

أما الآن ، فقد يكون لدى العلماء إجابة معينة. فبالقرب من مصب الأنهار المهجورة في ليبيريا ، أمسك العلماء بخفاش كان من المحتمل أن يكون مصاباً بفيروس إيبولا زائير. و عندها لم يفصل الباحثون الفيروس (أي لم يحددوه كفيروس) بل وجدوا حوالي خمس جينومه موجود في الخفاش ، و إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هو نفس السلالة التي اجتاحت المنطقة. ومع ذلك ،

يقول فابيان ليندرتز (

Fabian Leendertz

) ، و هو اختصاصي الأوبئة البيطرية في معهد روبرت كوخ

Robert Koch Institute

في برلين والذي لم يشارك في هذا العمل: "هذا تقدم جديد مهم ويجب متابعته على نطاق واسع".

ويقول جون إبشتاين (

Jon Epstein

) ، عالم الأوبئة البيطرية في تحالف إيكوهيلث

EcoHealth Alliance

في مدينة نيويورك وعضو في جمعية تنبؤ (بريديكت) PREDICT الذي قامت بالاكتشاف : إن هذه النتيجة تلقي الضوء أيضاً على التاريخ الطبيعي للإيبولا ، و الذي أزعج العلماء منذ عقود. و يؤكد إبشتاين قائلاً: "إنه بالفعل أول دليل -يوجد لدينا- على إمكانية وجود أي خفاش يحمل فيروس إيبولا زائير في المنطقة" ، "و هذا يتيح لنا أن نلقي نظرة أعمق ونحاول فهم من أين جاء هذا الفيروس."

و حيث أن النتائج لم تنشر بعد بشكل علمي. و لكن أعلن عنها تولبرت نينزوا (

Tolbert Nyenswah

)  ، مدير المعهد الوطني للصحة العامة في ليبريا

National Public Health Institute of Liberia

، في مؤتمر صحفي في مونروفيا

Monrovia

بتاريخ 24 يناير 2019. ويقول عضو الفريق سايمون أنتوني

Simon Anthony

، المتخصص في علم الفيروسات بجامعة كولومبيا

Columbia University

، إن الحكومة الليبيرية وشركاء PREDICT الآخرين "شعروا أن هذه النتيجة مهمة للغاية لعرضها على الناس بغض النظر نشرها بشكل علمي".

و هذا يعكس مدى عاطفية الموضوع. ففي ليبيريا -وهي الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي أربعة 4 ملايين نسمة- أصاب الفيروس أكثر من

10,000

عشرة آلاف شخص وقتل نصفهم تقريباً ، و 6,500 شخص لقوا حتفهم في سيراليون وغينيا. و يخشى الكثير من الناس في غرب أفريقيا من عودة هذا الفيروس. و عاود البيان الصحفي -الصادر عن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية الليبيرية بتاريخ24  يناير 2019- التشديد و لثلاث مرات -وبطريقة جريئة - على عدم وجود حالات إيبولا بشرية معروفة في البلاد في الوقت الراهن. وقد أدى تفشي متفرق لإيبولا زائير في منطقة كيفو

Kivu

بجمهورية الكونغو الديمقراطية ، على بعد آلاف الكيلومترات ، إلى مقتل أكثر من 400 شخص منذ آب / أغسطس 2018 وأصبح ثاني أكبر وباء للفيروس تم تسجيله.

و قد تم العثور على أجزاء من الحمض الريبي النووي

RNA

للفيروس في مسحة شفوية من الخفافيش ذات الأصابع الطويلة (Miniopterus inflatus) ، و التي تم الإمساك بها في عام 2016 في منطقة Sanniquellie-Mahn في ليبيريا ، التي تقع على الحدود مع غينيا.  و من الجدير بالذكر أن هذه الخفافيش تتميز بأرجل كبيرة للغاية بالنسبة لحجم أجسامها و تتغذى من خلال سحب فرائسها (الحشرات مثلاً) من على أسطح البحيرات بمساعدة أرجلها و ذيولها ، و تعيش في الكهوف في أجزاء كثيرة من أفريقيا. و كان العلماء قد اكتشفوا في السابق نوعين آخرين من فيروس الإيبولا في الخفافيش ذات الصلة بالحشرات من نوع M. schreibersii. ومع ذلك ، فقد أشارت معظم الأدلة الأخرى إلى خفافيش الفاكهة باعتبارها ناقلة لفيروس إيبولا زائير ، فيقول ابشتاين

Epstein

 : "ما يمكن أن أؤكده حقاً هو أن هذا الفيروس يحتوي على مضيفين متعددين ، وقد يكون معتمِداً مناطقياً على الأنواع التي تحمله.

 

"هذا تقدم جديد مهم ويجب متابعته على نطاق واسع"

فابيان ليندرتز (

Fabian Leendertz

) ، معهد روبرت كوخ

و يوافق فابيان ليندرتز على أن فكرة وجود نوع واحد من الأنواع قد تكون بسيطة للغاية. ويقول فينسنت مونستر (

Vincent Munste

) ، عالم البيئة في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية

the National Institute of Allergy and Infectious Diseases’s

في مختبرات روكي ماونتن

Rocky Mountain

في هاميلتون - مونتانا

Hamilton, Montana

، إن الوضع قد يتشابه مع أنفلونزا الطيور

avian influenza

، التي تتم المحافظة عليها -في الطبيعة- من قبل أنواع مختلفة من البط والطيور الأخرى التي تخوض في الماء.

ويقول ليندرتز يمكن أن تكون الخطوة التالية هي أخذ عينات من الحشرات التي تتغذى عليها الخفافيش ذات الأصابع الطويلة. و يؤكد قائلاً: "إن أحد أهم الأسئلة التي أثارتها هذه النتيجة هو هل كانت العينة الإيجابية تشير حقاً إلى الخفافيش المصابة أم أنها قد تنبع أيضاً من حشرة تحمل فيروساً أكله الخفاش؟".

و كان قد أعلن فريق PREDICT في العام الماضي ، عن اكتشاف نوع جديد تماماً من فيروس إيبولا ، و الذي أُطلق عليه -مؤقتاً- اسم بومبالي Bombali -و هو غير مرتبط بالوباء- في الخفافيش في سيراليون. و في هذا السياق يقول مانستر

Munster

: "بدأ الفريق بالفعل في إلقاء الضوء على المصادر الطبيعية (البحيرات) لـفيروس إيبولا وأصل هذا التفشي المدمر".

و بالفعل هذا النمط من البحث عن مصدر الإيبولا صعب بشكل لا يصدق. ففي أماكن أخرى في أفريقيا ، أمضى العلماء عقوداً في البحث عن المستودعات (المصادر) الطبيعية للإيبولا ، ولم تظهر - حتى الآن- سوى نتائج قليلة تكاد لا تُذكر. و بالنسبة للمشروع الحالي ، الممول من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

U.S. Agency for International Development

، قام أنتوني

Anthony

بفحص أكثر من 11,000 عينة من الخفافيش والقوارض والحيوانات الأبيفة في غرب أفريقيا. وكانت النتيجة التي أعُلن عنها اليوم (24 يناير 2019 ) هي الاختبار الإيجابي الوحيد حتى الآن.

و حتى هذا الكشف لم يكن واضحاً تماماً ، إذ أن الفحوصات في البداية كانت متناقضة حول وجود الفيروس. ففي مرحلة ما ، قال أنتوني ، "لقد فكرت في الأمر ... هذا ليس حقيقياً". إذ أنه استطاع أن ينجح في استرداد حوالي 20% فقط من الجينوم الكامل لإيبولا زائير ، ولكن هذه الأجزاء كانت أكثر تشابهاً بالسلالة التي تسببت في تفشي المرض -في غرب أفريقيا- من أية سلالة أخرى. و لا زال فريق البحث يأمل في العثور على المزيد من الفيروس في عينة أخرى من المسحة التي لا تزال في ثلاجات المختبرات.

وتُلْمِح الدراسة -نقلاً عن مونستر

Munster

- إلى المزيد من إمكانية التفشي (للوباء) و التي تختبئ في غرب أفريقيا. و يقول مونستر يجب أن تنطلق "دعوة ملحة لتعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية العامة" في المنطقة ، بما في ذلك الاستثمار في تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية والعلماء الأفارقة. و كذلك يؤكد إبشتاين قائلاً: يجب أن تعزز هذه النتيجة رسائل الصحة العامة لتجنب الاتصال المباشر مع الخفافيش وعدم اصطيادها أو أكلها أو قتلها..."والخبر السار هنا هو أن [الخفافيش الأكبر طويلة الأصابع] ليست من الأنواع التي توجد عادة في المساكن البشرية".

 المصدرالمصدر

الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل