
أبلغ العلماء عن نموذج جديد ورخيص نسبياً ويمكن التنبؤ فيه بمرض ألزهايمر Alzheimer’s disease لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدلMild cognitive impairment على نحو شاسع.
فقد طور علماء في جامعة لوند Lund University في السويد Sweden نموذجاً جديداً للتنبؤ بمرض ألزهايمر لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل .
و يقوم النموذج بتحليل البروتينات في عينات الدم. و هو يعد أقل توغلاً وأقل تكلفة من أدوات الإنذار الأخرى و هو ينتج تنبؤات مكافئة أو أفضل.
و يدعو المؤلفون ، الذين كانوا قد نشروا بحثهم في مجلة الشيخوخة الطبيعية Nature Aging ، إلى مزيد من الدراسات واسعة النطاق لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.
أهمية التشخيص المبكر :
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، يعد مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف.
و وفقاً لجمعية ألزهايمر Alzheimer’s Association ،فإن هناك ما يقرب من 5.8 مليون من كبار السن في الولايات المتحدة مصابون بمرض ألزهايمر.
و يعرف مرض الزهايمر على أنه مرض عصبي تقدمي.و يمكن أن يتسبب في أبسط حالاته ، في إصابة الشخص بفقدان طفيف للذاكرة ، بينما في أشد حالاته ، يمكن أن يترك الشخص غير قادر على الاستجابة للعالم من حوله.
و يصيب المرض عادةً الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً ، ويزداد الخطر مع تقدم الناس في السن.
و يمكن أن يكون الضعف الإدراكي المعتدل Mild cognitive impairment - مثل وجود مشاكل في تذكر الأشياء - علامة تحذير مبكرة لمرض الزهايمر.
ومع ذلك ، فهذا ليس هو الحال دائماً . فقد يظل الضعف المعرفي المعتدل مستقراً بمرور الوقت ولا يكون مرتبطاً بمرض الزهايمر.
و لا شك أن عدم معرفة ما إذا كان الضعف المعرفي المعتدل سيؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر يمكن أن يسبب القلق لمن يصيبه وأسرهم.
و يلاحظ البروفيسور أوسكار هانسون Oskar Hansson - أستاذ علم الأعصاب في جامعة لوند Lund University ، ومستشار في وحدة أبحاث الذاكرة الإكلينيكية في مستشفى سكاين الجامعي Skåne University Hospital ، السويد ، ومؤلف الدراسة المقابل - أن :
"أي شخص مصاب بمرض ألزهايمر يسعى حالياً للحصول على الرعاية عندما يكون لديهم ضعف خفيف في الذاكرة فقط ، وهذا يعني سنوات عديدة قبل مرحلة الخرف من المرض ".
"غالباً ما يكون من الصعب على الأطباء إعطاء التشخيص الصحيح للأشخاص الذين يعانون من ضعف خفيف في الذاكرة ، حيث يمكن أن يكون السبب في ذلك العديد من الحالات المختلفة غير مرض ألزهايمر". - البروفيسور أوسكار هانسون
و مع ذلك ، فإن الاختبارات الحالية لتحديد ما إذا كان الضعف المعرفي المعتدل من المحتمل أن يؤدي إلى الإصابة بمرض ألزهايمر تأتي مع تلك القضايا .
كما يمكن أن يعكس السائل الدماغي النخاعي Cerebrospinal fluid ، الذي يأخذه الأطباء من العمود الفقري للشخص عبر البزل القطني lumbar puncture ، عملية الاستقلاب الغذائية للدماغ وعلم الأمراض.
لذلك ، فإنه من الممكن أن تمكن الأطباء من تحديد مرض ألزهايمر قبل ظهور الأعراض الشديدة.
ومع ذلك ، و كما لاحظ العلماء الذين يقفون وراء هذه الدراسة ، فإن عملية البزل القطني تعتبر أمراً شاملاً ، وقد يكون هذا الأمر مؤذ بل و مؤلم لبعض الأشخاص.
و بدلاً من ذلك ، يمكن للأطباء استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني positron emission tomography imaging لتحديد الأشكال المبكرة لمرض ألزهايمر. ومع ذلك ، فإن هذا الإجراء مكلف ، وقد لا تتوفر تقنية التصوير في جميع أماكن الرعاية الصحية.
و نتيجة لذلك ، فقد أراد العلماء الذين يقفون وراء هذه الدراسة تحديد ما إذا كان من الممكن تطوير طريقة أقل توغلاً (شمولاً) و تكون أقل تكلفة للتنبؤ بمرض ألزهايمر لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل .
تنبؤات دقيقة :
بدأ العلماء بفحص المؤشرات الحيوية biomarkers في دم ما يقرب من 573 شخص يعانون من ضعف إدراكي معتدل ولكن ليس الخرف.
و تعرف المؤشرات الحيوية على أنها خصائص بيولوجية معينة يمكن أن تشير إلى الأمراض أو العمليات الفيزيولوجية.
و في هذه الحالة ، بعد البحث السابق الذي أجراه العلماء ، كانت المؤشرات الحيوية التي حللوها عبارة عن نوعين من البروتين :
- الفسفرة تاو (P-tau) و
- ضوء الخيوط العصبية neurofilament light ، والتي كانت تنبئ بالخرف في نموذجهم.
كما قاموا أيضاً باختبار نسبة نوعين من بيتا أميلويد beta-amyloid ، و لكن هذا لم يضف أي شيء آخر إلى النموذج ، حيث أثبت بروتين الفسفرة تاو P-tau أنه أفضل تنبؤ.
ثم قام العلماء بمراجعة المشاركين سنوياً لمدة 4 سنوات لتقييم التطور السريري لضعفهم الإدراكي المعتدل.
و قد وجد العلماء أن تحليل كلاً من بروتيني الدم كان دقيقاً مثل - وفي بعض الحالات أكثر دقة من - تحليل السائل النخاعي في التنبؤ بمرض ألزهايمر.
و كما هو الحال مع التحليلات التي تستخدم السائل النخاعي ، فقد كان تحليل البروتينات في الدم أيضاً أكثر دقة من التشخيص بناءً على عمر الشخص وجنسه وتعليمه وأدائه في اختبارات الذاكرة (الاختبار الأساسي الحالي the current basic test ).
و الجدير بالذكر..
إن البحث يفتح الباب لمقاربات أقل تكلفة و متاحة بسهولة و لا تستلزم القيام بعمل جراحي لتحديد الأشكال المبكرة لمرض ألزهايمر.
و على الرغم من كونه تحسناً في الاختبار الأساسي الحالي ، إلا أن حساسية النموذج الجديد وخصوصياته تعني أنه سيظل يحدد بشكل خاطئ ما نسبته حوالي الـ 5% من الأشخاص على أنهم معرضون بدرجة عالية للإصابة بالخرف ويفتقدون 50% من الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية من التقدم.
و يقول الباحثون : أن هناك حاجة لإجراء هذه الدراسات على عينات أكبر لتكرار النتائج.
و يلاحظ البروفيسور أوسكار هانسون Oskar Hansson أنه و : "بالإضافة إلى هذا التقييم الأولي ، فإن الطرق المعروضة حالياً لتشخيص مرض ألزهايمر تعتبر طرقاً مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً باستخدام كاميرات [التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني positron emission tomography] وتحليلات [السائل النخاعي] ، والتي لا تتوفر إلا في أماكن رعاية صحية متخصصة معينة. "
ويختتم بقوله :" لقد كان هدفنا على مدى السنوات القليلة الماضية يتمثل في إيجاد طرق بسيطة يمكن استخدامها في الرعاية الأولية لإجراء تشخيص مبكر وبدء العلاج لتخفيف الأعراض في مرحلة مبكرة. وهذا سيتطلب مزيداً من الدراسات ، و لكننا قطعنا خطوة رئيسية واحدة أقرب إلى هدفنا ، ".
و تحقيقاً لهذه الغاية و بانتظار المزيد من البحث ، فقد طور الباحثون تطبيقاً Application يأملون من خلاله أن يتمكن الأطباء من استخدامه للمساعدة في تشخيص مرض ألزهايمر المبكر .
عزيزي القارئ
لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.
كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.
ننصحك بقراءة المقالات التالية :
ألزهايمر: قد يشير قلة النوم العميق إلى تطور مرض ألزهايمر
ألزهايمر : انخفاض تناول الفلافونويد مرتبط بخطر الإصابة بمرض ألزهايمر