البلاستيك في كل عينة من عينات من المأكولات البحرية تم تحليلها : هذا ما وجدته دراسة حديثة

البلاستيك
البلاستيك في كل عينة من عينات من المأكولات البحرية تم تحليلها : هذا ما وجدته دراسة حديثة

يشير بحث جديد إلى أن اللدائن الدقيقة (جزيئات البلاستيك الدقيقة) microplastics  قد غزت السلسلة الغذائية إلى حدٍ أكبر مما تم توثيقه سابقاً.

فقد وجد أن هناك ملايين من الأطنان المترية من البلاستيك التي تدخل  المحيطات في كل عام.

و يعتبر بعضها مرئياً للغاية في دوامة نفايات المحيط الهادئ ، وهي معروفة أيضاً باسم رقعة القمامة الكبرى في المحيط الهادئ Great Pacific Garbage Patch ، والتي تقع بين أمريكا الشمالية واليابان.

ومع ذلك ، يعتبر النوع الأكثر انتشاراً من الحطام الموجود في محيطاتنا - اللدائن الدقيقة - أقل وضوحاً .

و تعرف اللدائن الدقيقة بأنها عبارة عن قطع صغيرة من البلاستيك يقل طولها عن 5 ملليمترات ، وهي بحجم حبة السمسم تقريباً.

و هناك ما يسمى بالبلاستيك النانوي Nanoplastics ، و الذي يقل حجمه عن 100 نانومتر ، و هو موجود أيضاً في البيئة البحرية.

و قد عمدت دراسة جديدة قام بها علماء في معهد كيوإكس QUEX Institute ، وهي شراكة بحثية بين جامعة إكستر University of Exeter في المملكة المتحدة وجامعة كوينزلاند University of Queensland  في أستراليا ، إلى تحليل المأكولات البحرية من السوق الأسترالية بحثاً عن المواد البلاستيكية الدقيقة.

لقد وجد العلماء جزيئات بلاستيكية دقيقة في كل عينة من المأكولات البحرية التجارية التي اختبروها.


و تقول فرانسيسكا ريبيرو Francisca Ribeiro ، و هي المؤلف الرئيسي للدراسة :

"بالنظر إلى متوسط الحصة ، يمكن أن يتعرض آكل المأكولات البحرية لما يقرب من 0.7 ملليغرام (ملغ) من البلاستيك عند تناول متوسط حصة من المحار أو الحبار ، وما يصل إلى 30 ملغ من البلاستيك عندما أكل السردين ".

و الجدير بالذكر فقد نشر المؤلفون مؤخراً دراستهم في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا Environmental Science & Technology .


تحليل عينات من المأكولات البحرية :

اشترى الباحثون خمسة أنواع من المأكولات البحرية: خمسة سرطانات زرقاء برية  ، 10 عينات من المحار ، 10 عينات من جمبري النمر المستزرع ، 10 عينات من الحبار البري ، و 10 عينات من السردين البري.

وقام الباحثون قبل التشريح ، بوزن كل عينة وغسلها لإزالة أي بقايا من العبوات البلاستيكية. حيث تم اختبار الجزء الصالح للأكل فقط من كل نوع.

و لاستخراج أي مادة بلاستيكية موجودة ،قام العلماء بوضع كل عينة في دورق به مذيب قلوي و حركوه عند 60 درجة مئوية في حاضنة شاكر shaker incubator . و بمجرد هضم المذيب للعينة تماماً ، فقد تم تحليل المحلول بحثاً عن البلاستيك .

و استخدم الباحثون بعد ذلك تقنية تسمى مطياف الكتلة اللوني للغاز الحراري  pyrolysis gas chromatography mass spectrometry لتحديد وجود خمسة أنواع من البلاستيك: البوليسترين polystyrene ، والبولي إيثيلين polyethylene ، و البولي فينيل كلوريد polyvinyl chloride ، والبولي بروبيلين polypropylene والبولي poly (ميثيل ميثاكريلات methyl methacrylate ).

تظهر هذه المواد البلاستيكية بشكل شائع في العبوات و المنسوجات الاصطناعية و الحطام البحري.


العثور على البلاستيك :

تقول ريبيرو Ribeiro  أنه و في الوقت الذي عثر فيه الفريق على البلاستيك في جميع العينات فقد "أظهرت نتائجنا أن كمية البلاستيك الموجودة تختلف اختلافاً كبيراً بين الأنواع ، وتختلف بين الأفراد من نفس النوع." وقد أوضح المؤلفون أن:

"كل نوع من أنواع المأكولات البحرية التي تم تحليلها في هذه الدراسة له سمات بيولوجية وفيزيولوجية وتشريحية مختلفة ويعيش في أجزاء مختلفة من البيئة البحرية ، مما يؤثر على امتصاص المواد البلاستيكية الدقيقة والتراكم المحتمل لها."

و قد وجدت الدراسة:

  • 0.04 ملغ من البلاستيك لكل غرام من الأنسجة في الحبار
  • 0.07 ملغ في الجمبري
  • 0.1 ملغ في المحار
  • 0.3  ملغ في سرطان البحر
  • 2.9 ملغ في السردين.
  • كما احتوت جميع العينات على كلوريد البوليفينيل polyvinyl chloride. إلا أن أكبر تراكيز البلاستيك كانت تتكون من البولي إيثيلين polyethylene .

تقول ريبيرو Ribeiro : "من بين أنواع المأكولات البحرية التي تم اختبارها ، كان السردين يحتوي على أعلى محتوى بلاستيكي ، و كانت نتيجة مفاجئة".


و من المعلوم أن حبة الأرز تزن حوالي 30 ملغ ، وهي كمية البلاستيك الموجودة في السردين تقريباً.

و قالت تمارا جالواي Tamara Galloway ، و هي مؤلفة مشاركة في الدراسة ، من جامعة إكستر Exeter University : "نحن لا نفهم تماماً المخاطر التي يتعرض لها الإنسان جراء تناول البلاستيك ، ولكن هذه الطريقة الجديدة ستسهل علينا اكتشاف ذلك."

و هناك ما يقرب من 17% من البروتين الذي يستهلكه البشر في جميع أنحاء العالم يأتي من المأكولات البحرية.

و لذلك ، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يتناولون المأكولات البحرية بانتظام يأكلون البلاستيك بانتظام.

و قد وجد العلماء سابقاً اللدائن الدقيقة واللدائن النانوية في ملح البحر والبيرة والعسل والمياه المعبأة في زجاجات.

كما أنه من الممكن أن يترسب أيضاً على الطعام كجزيئات غبار.


كيف وصل البلاستيك إلى هناك :

تصف الدراسة كيف تستهلك الأنواع الحية الطعام بشكل مختلف كتفسير محتمل لكمية البلاستيك المتفاوتة التي تحتويها. كما أنها تقترح مصادر أخرى محتملة.

و يقول الباحثون أن البلاستيك قد يشق طريقه من الجهاز الهضمي للحيوان إلى أجزائه الصالحة للأكل أثناء المعالجة - والتي تشمل الأمعاء إذا تمت بشكل غير صحيح - و عملية النقل العام.

و قد يلتصق البلاستيك أيضاً بالمأكولات البحرية عن طريق "الجسيمات المحمولة جواً ، والآلات ، والمعدات والمنسوجات ، و النقل ، ومن نقل الأسماك".

أما فيما يتعلق بالتركيز العالي للبلاستيك في السردين ، فقد لاحظ المؤلفون أن الأسماك تم شراؤها في أكياس مصنوعة من البولي إيثيلين منخفض الكثافة.

و نقلاً عن الأبحاث الحديثة  ، فقد ظهر أن فتح مثل هذه الأكياس يمكن أن يؤدي إلى ولوج الجسيمات البلاستيكية ، و هم يتوقعون أن تكون مثل هذه الأنواع من العبوات أو التغليف آلية تلوث إضافية و خطيرة للمأكولات البحرية.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

 كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.   


ننصحك بقراءة المقالات التالية :

البلاستيك و مشكلة عدم التحلل

بكتيريا تأكل البلاستيك ... العلماء بطريقهم للتخلص من هذه المعضلة
 


المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن