البوتاسيوم
ما هي الفوائد الصحية لـ البوتاسيوم ؟

إن الحصول على الكمية الكافية من هذا المعدن الحيوي – البوتاسيوم Potassium – أمر واجبٌ و ضروري لصحة جيدة.

البوتاسيوم هو واحد من 16 معدن يحتاجها جسمك للحفاظ على الصحة المثلى.

و من الصعب التقليل من أهمية البوتاسيوم: إذ يحتاجه جسمك لكل ما يفعله تقريباً ، بما في ذلك:

  • وظائف الكلى و القلب المناسبة ، 
  • و تقلص العضلات ، 
  • و إشارات الأعصاب.

البوتاسيوم في النظام الغذائي

نظراً إلى أن جسمك لا يستطيع تصنيع المعادن ، فيجب عليك الحصول عليها من نظامك الغذائي. 

مثل الكالسيوم ، والفوسفور ، والمغنيسيوم ، والصوديوم ، والكلوريد ، والكبريت ، فالبوتاسيوم أو ما يصطلح تسميته ب "المعدن العظيم" ، مهم جداً للجسم إذ يحتاجه الجسم بكميات كبيرة – و يتم تشجيع البالغين على استهلاك 4700 ملغ على الأقل يومياً.

و البوتاسيوم متاح على نطاق واسع في الغذاء (الفواكه و الخضروات مصادر جيدة بشكل خاص) ، و لكن معظم الناس يستهلكون أقل من نصف الكمية اليومية الموصى بها. 

و للعلم، حتى عندما يتم الجمع بين المكملات الغذائية و الغذائية ، فإن إجمالي مدخول البوتاسيوم لمعظم الناس أقل من الكميات الموصى بها ، و ذلك وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.


مكملات البوتاسيوم

بسبب الدور الرئيسي الذي يلعبه البوتاسيوم في الجسم ، فمن المهم أن تبقى مستويات البوتاسيوم في الدم ضمن نطاق ضيق.

و على الرغم من أن الحصول على البوتاسيوم من نظامك الغذائي هو الأفضل ، إذا كنت نشطاً جداً أو لا تستهلك ما يكفي من الطعام الغني بالبوتاسيوم بشكل منتظم ، فقد يكون من المنطقي تناول البوتاسيوم الإضافي حسب الحاجة.

و مع ذلك ، لا يوصى بتناول مكملات البوتاسيوم دون التحدث أولاً مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. 

يتم تنظيم مستويات الدم من البوتاسيوم بإحكام من قبل الجسم ، في الغالب عن طريق الكلى.

و لكن عندما لا تعمل الكلى بشكل صحيح ، سواءً كنتيجة للعمر أو لمرض السكري أو قصور القلب أو بعض الحالات الأخرى ، فيمكن أن ترتفع مستويات البوتاسيوم إلى مستويات عالية ، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة في ضربات القلب و حتى السكتة القلبية.

و بسبب هذا الخطر المحتمل ، تحدد إدارة الغذاء و الدواء (الأمريكية) Food and Drug Administration مكملات البوتاسيوم التي لا تستلزم وصفة طبية بأقل من 100 ملغ ، و هي مجرد 2 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها.

و لأسباب مماثلة ، تحدث مع طبيبك قبل البدء في اتباع نظام غذائي عالي البوتاسيوم.


الفوائد الصحية للبوتاسيوم

مثل معظم المعادن الكبيرة الأخرى ، فإن البوتاسيوم هو إلكتروليت ، مما يعني أنه يذوب لتكوين أيونات مشحونة كهربائياً يحتاجها جسمك لتنظيم عملية الاستقلاب الغذائي.

و من ناحية ثانية يساعد البوتاسيوم على تنظيم كل خلية و نسيج و عضو، في جسم الإنسان.

و بسبب أدوار البوتاسيوم واسعة النطاق في الجسم ، فيمكن أن يزيد تناول كميات قليلة، من خطر الإصابة بالمرض. 

و يبدو أن البوتاسيوم يلعب دوراً في هذه المجالات الأربعة التالية:


صحة القلب

تظهر مجموعة كبيرة من المؤلفات أن تناول كميات منخفضة من البوتاسيوم يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم) ، خاصة عند دمجه مع تناول كميات كبيرة من الصوديوم. 

و بشكل عام ، تشير الأدلة إلى أن تناول المزيد من البوتاسيوم قد يكون له تأثير إيجابي على ضغط الدم و السكتة الدماغية ، و قد يساعد أيضاً في منع الأشكال الأخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD).

على سبيل المثال ، وجد التحليل التلوي لـ 11 دراسة مجموعات متوقعة على 247.510 بالغاً أن تناول 1640 ميللغرام يومياً من البوتاسيوم المرتفع مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 21 في المائة ، بالإضافة إلى انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية و إجمالي الأمراض القلبية الوعائية. .

و بالمثل ، أفاد مؤلفو التحليل التلوي لتسع دراسات مجموعات بانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24 في المائة مع تناول كميات أكبر من البوتاسيوم و انخفاض غير مهم في أمراض القلب التاجية و خطر الأمراض القلبية الوعائية.

و مع ذلك ، وجدت مراجعة واحدة وجود علاقات غير متساوقة بين مقدار البوتاسيوم المأخوذ، و خطر السكتة الدماغية، بناءً على 15 دراسة قائمة على الملاحظة ، و هذا هو السبب في الحاجة إلى مزيد من البحث حول كل من البوتاسيوم الغذائي والتكميلي قبل إجراء استنتاجات ثابتة. 

و في حين يُشتبه في أن فائدة البوتاسيوم على الأمراض القلبية الوعائية ترجع إلى تأثيره على ارتفاع ضغط الدم .

فقد تكون هناك آليات أخرى ، حيث وجدت الأبحاث أن تناول كميات أكبر من البوتاسيوم لا يزال ينتج خطراً أقل بكثير من السكتة الدماغية (تصل إلى 15 في المائة) حتى عندما تم احتساب ضغط الدم. 

و يمكن اعتبار أحد الاحتمالات هو أن البوتاسيوم قد يمنع تصلب الشرايين atherosclerosis (مرض في الشرايين يتميز بترسب لويحات من المواد الدهنية على جدرانها الداخلية)، المعروف أيضاً باسم hardening of the arteries تصلب الشرايين ، و هو ما ذكره العلماء في عام 2017.


حصى الكلى

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين حصوات البوتاسيوم و حصوات الكلى بشكل كامل ، فإن الدراسات القائمة على الملاحظة تظهر أن تناول كميات أكبر من البوتاسيوم مرتبطٌ، بانخفاض خطر الإصابة بحصوات الكلى - ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البوتاسيوم يرتبط بالكالسيوم في البول ، مما يمنع تكوين البلورات المعدنية يمكن أن تتطور إلى حصوات في الكلى.

و في دراسة أجريت على 45619 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 75 عاماً، و لا يوجد لديهم تاريخ في حصوات الكلى .

فإن أولئك الذين لديهم أعلى مدخول من البوتاسيوم (أكثر من 4،042 ملغ يومياً في المتوسط) لديهم خطر أقل بنسبة 51 بالمائة من حصوات الكلى على مدى أربع سنوات من المتابعة من أولئك الذين لديهم أقل كمية من البوتاسيوم المأخوذ (أقل من 2900 ملغ في اليوم).

و بالمثل ، في دراسة أجريت على أكثر من 90.000 امرأة ليس لديها تاريخ من حصوات الكلى ، فإن أولئك اللائي يستهلكن ما يزيد عن 4099 ملغ من البوتاسيوم في اليوم، لديهن خطر أقل بنسبة 35 في المائة من حصوات الكلى -خلال فترة متابعة مدتها 12 عاماً- من أولئك اللائي كان متوسطهن أقل من 2407 ملغ من البوتاسيوم يومياً.


صحة العظم

تشير الدراسات إلى أن البوتاسيوم الغذائي مرتبط بزيادة كثافة المعادن في العظام التي قد تحسن صحة العظام.

على سبيل المثال ، وجدت مراجعة واحدة عام 2015 لـ 14 دراسة أن البوتاسيوم يقلل بشكل كبير من ارتشاف العظام bone resorption، و هي العملية التي يتم بها كسر العظام ، و بالتالي زيادة قوتها .

و على الرغم من أن الآلية الكامنة وراء تعزيز العظام غير واضحة ، يبدو أن الدراسة تؤكد الفرضية، أن البوتاسيوم يساعد على حماية العظام عن طريق تحييد التأثير الضار لنظام غذائي غني بالأطعمة المكونة للحمض ، مثل اللحوم و الحبوب. 


داء السكري من النوع 2 Type 2 Diabetes

لقد وجدت العديد من الدراسات القائمة على الملاحظة للبالغين، ارتباطات بين تناول كميات أقل من البوتاسيوم أو انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم أو البول و زيادة معدلات الجلوكوز (بحالة الصيام)، و مقاومة الأنسولين و مرض السكري من النوع 2. 

الآلية الممكنة: أن البوتاسيوم ضروري لإفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس ، فإن القليل من البوتاسيوم قد يضعف إفراز الأنسولين وقد يؤدي إلى عدم تحمل الجلوكوز.

و مع ذلك ، لم يتم تقييم هذا الارتباط بشكل مناسب في التجارب السريرية. ففي تجربة سريرية واحدة صغيرة في 29 بالغاً أمريكياً من أصل أفريقي يعانون من مقدمات السكري و مستويات البوتاسيوم منخفضة إلى طبيعية في المصل .

خفضت المكملات مع 1،564 ملغ من البوتاسيوم لمدة ثلاثة أشهر بشكل كبير من مستويات الجلوكوز أثناء الصيام، و لكنها لم تؤثر على مقاييس الجلوكوز أو الأنسولين أثناء اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم. 

و في حين أن النتائج واعدة ، فهناك -بالتأكيد- حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ارتباط البوتاسيوم مع التحكم في جلوكوز الدم و مرض السكري من النوع 2.



عزيزي القارئ

لأننا نهتم، نتمنى أن تكتب لنا في التعليقات عن المواضيع التي ترغب و تهتم بها لنتمكن من تقديمها لك، لرغبتنا في أن يعبِّر موقعنا عن اهتمامات القارىء العربي.

كما ونرجوا منك مشاركة المقال في حال أعجبك المحتوى.  


 ننصحك بقراءة المقالات التالية :

صحة الكلى: ما هي الأطعمة المفيدة للكلى

حصى الكلى : ماذا يجب أن نأكل حتى نحمي كلانا من الحصى؟

صحة القلب : عشرة طرق لإبقاء قلبك بصحة جيدة




المصادر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن