عندما نجهد أنفسنا و نفرط في العمل ، فإننا نواجه خطر عدم القدرة على العودة للعمل بنفس الجودة و الإنتاجية، لذا توقف عن تصنيف حياتك على أنها فقط "عمل" أو "أي شيء آخر" لأن ذلك سيوصلك إلى الإرهاق و الانهيار في نهاية المطاف.
إنني أعي تماماً أنه من المهم قضاء إجازة بعيداً عن العمل .
و لا شك أنك تعرف هذا أيضاً . كما أن الشخص الذي يجلس إلى المنضدة هناك و هو يحاول أن ينتهي من مشاريعه و أعماله في ساعة متأخرة من مساء نهاية أسبوع العمل و هو يعرف ذلك.
و مع ذلك ، عندما يتعلق الأمر بأخذ استراحة فعلاً ، فإن الكثير منا يكافح من أجل الحصول عليها .
وأنا بالتأكيد أفعل. فبصفتي مالك شركة صغيرة ، سمحت لنفسي بالوصول إلى حافة الإرهاق و الانهيار أكثر من مرة .
و قد مرت علي فترات من دوامات الفواتير، وطلبات العملاء، وضغط أن أكون دائماً على" أهبة الاستعداد" جعلتني مريضاً جسدياً .
وعلى الجانب الآخر من الأشياء ، وخلال فترات توسعي و عملي بطاقتي القصوى كنت أتطور و أنمو في العمل ، و غالباً ما كان السبب في ذلك أنني كنت بالكاد معلقاً و ملتصقاً بأمكنة أخرى من حياتي - صخب جانبي وصداقاتي وعلاقتي مع خطيبي.
أهمية الانقطاع عن العمل لمدة قصيرة
أن تنقطع عملك لمدة ما فهي ليست علامة على أنك لا تأخذ عملك على محمل الجد - بل على العكس ، إنها طريقة للتأكد من أنك تنتج أفضل أعمالك.
و قامت الأبحاث بدعم هذا الأمر: فوفقاً لدراسة أجريت في جامعة ستانفورد Stanford University ، عندما نجهد أنفسنا و نفرط في العمل ، فإننا نواجه خطر عدم القدرة الفعلية على العمل.
و قد لاحظ مؤلفو الدراسة بعد 50 ساعة في الأسبوع ، أن الإنتاجية تنخفض بشكل حاد كل ساعة ؛ و وبعد الساعة 55 ، نصبح عاجزين عن العمل و بلا فائدة.
ولكن لإعادة شحن أنفسنا بالطاقة بشكل فعلي ، لا يكفي إغلاق أجهزة الكمبيوتر المحمولة لدينا فقط وفتح تويتر Twitter على هواتفنا. إننا بحاجة عوضاً عن ذلك ، إلى أن نكون واعين على نحو مقصود مع وقتنا .
و في كتابها "إنجاح العمل: استراتيجيات جديدة للبقاء والازدهار في المكتب Making Work Work: New Strategies for Surviving and Thriving at the Office" ، كتبت جولي مورغنسترن Julie Morgenstern ، مدربة في إدارة الوقت ، أن الناس غالباً ما يرتكبون خطأ تقسيم حياتهم إلى قسمين: العمل وكل شيء آخر. ولكن ، في الواقع ، هناك عناصر متعددة لحياتنا موجودة خارج العمل ، ومن المهم أن نوازنها جميعاً.
و قد كتبت مورغنسترن Morgenstern ، انه من أجل القيام بذلك ، ، فإنه من المفيد تقسيم الأشياء إلى ثلاث فئات عريضة تحتاج إلى اهتمامنا: الصحة البدنية physical health ، والهروب escape ، والأشخاص people ،وتشكل هذه الفئات الثلاث ما يسمى اختصاراً PEP. ولقد كان اختصاراً مفيداً بالنسبة لي حيث عملت على إعطاء الأولوية للراحة وبناء توازن أكبر في حياتي الخاصة.
ولكي تقوم بما قمت به إليك كيفية حدوث ذلك:
1- الصحة البدنية:
و هي تشمل النوم والتمارين الرياضية وتناول وجبات صحية -أي بمعنى أي شيء يساعد على تجديد و إحياء جسمك. و قد كنت أقوم بالتأكد من تقسيم الأيام التي أعمل فيها من المنزل مع زيارات إلى الساونا المحلية للاسترخاء. كما كنت مارس أيضاً الرياضة التنافسية في المساء.
2- الهروب:
و هي الهوايات و الأشياء التي أنت لديك شغف بها والتي تجعلك تشعر بالاستغراق والاسترخاء .
و بالنسبة لي ، فقد كانت الأعمال الخشبية ، هي التي كانت تبقي يدي مشغولة بما فيه الكفاية حتى يتخلص ذهني من التوتر المرتبط بالوظيفة.
أما إذا مر بعض الوقت منذ أن قمت بأي شيء يمكن اعتباره حالة من الهروب ، فإن مورغنسترن Morgenstern تقترح عليك الرجوع إلى أيام شبابك ، وأن تسأل نفسك عما كنت تحب القيام به قبل العمل وقبل أن تعرقل مسؤولياتك.
3- الناس:
دعني أطرح عليك السؤال التالي : من هم الأشخاص الذين تحب قضاء بعض الوقت معهم؟ ومن هو ذلك الشخص الذي يساعدك على الشعور بحرية التصرف على سجيتك بنفسك ؟ ومن الذي يساعدك في إلهامك وتحفيزك؟ إنني أقوم بقضاء معظم عطلات نهاية الأسبوع في صحبة خطيبي. كما أنني أعتبر نفسي محظوظة أيضاً بوجود مجموعة من الأصدقاء المقربين دائماً لتقديم الدعم - أو تعطيني سبباً لترك العمل خلفي.
ولذلك ، نظراً لأنني أركز على هذه المجالات ، فقد لاحظت اختلافاً في صحتي العقلية والبدنية ، وكذلك في عملي. فأنا الآن أكثر إبداعاً وإلهاماً .و أشعر بالإثارة بدلاً من الرهبة عندما أفكر في الأمور التالية.
و تقترح مورغنسترن Morgenstern أنك إذا بدأت يوماً ما في الشعور بالذنب تجاه أخذك لفترات من الراحة ، بأن تقوم بإعادة صياغة و ترتيب وقتك ، وتحويله وقت الاستراحة "الوقت الضائع" إلى توصيفه كوقت ينعشك و يجدد نشاطك . ففترة الاستراحة ليست فقط تلك الساعات التي تقضيها بين وقت الإجهاد و وقت العمل بل هي عنصر ضروري لحياة صحية جيدة.