هل أنت في خطر بخصوص الخرف dementia ؟ إليك نمط حياة صحي يمكن أن يعطل تلك الوراثة

الخرف
هل أنت في خطر بخصوص الخرف dementia ؟ إليك نمط حياة صحي يمكن أن يعطل تلك الوراثة

للوارثة دورٌ كبيرٌ بالإصابة بـ الخرف dementia ، و لكن النظام الغذائي وممارسة التمارين و شرب الكحوليات والتبغ يسهم بقدر ما أو أكثر، في احتمال إصابة الشخص بـ الخرف كما تفعل الوراثة ذلك.

وقد كشفت الأبحاث الجديدة أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يقلل بشكلٍ كبيرٍ من احتمالية إصابة الشخص بالخرف حتى لو كان لديه خطر وراثي كبير لهذه الحالة.

دراسة بحثية حديثة

و في هذا الخصوص أظهرت الدراسة - التي عُرضت هذا الأسبوع (تم كتابة المقال بتاريخ 18 يوليو/تموز 2019) في الاجتماع السنوي لجمعية الزهايمر Alzheimer’s Association ونشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية Journal of the American Medical Association  - أن الأشخاص الذين يعانون من مخاطر عالية  في الإصابة بالخرف ويمارسون الرياضة ويتبعون نظام غذائي صحي ويشربون الكحول بشكل معتدل ولا يدخنون تقل احتمالية إصابتهم بالخرف بنسبة 32% .

تغييرات نمط الحياة هي التدخل الوحيد المدعوم بالأدلة

يقول المدير الطبي لجامعة كاليفورنيا University of California وبرنامج لوس أنجلوس الزهايمر ورعاية الخرف Los Angeles Alzheimer’s and Dementia Care Program الذي لم يشارك في البحث، زلدي تان  Zaldy Tan: "إنه لا يعني أن يكون لديك تاريخ عائلي (وراثي) من الخرف حتى تصاب بالخرف، إذ إن وجود خطر وراثي في العائلة لا يترجم إلى حتمية إصابتك بالخرف، وإن كان ذلك يؤدي فهو يمكّن الناس من اختيار أسلوب حياة أكثر صحة من أجل تقليل خطر الإصابة بالمرض في المستقبل".

تقدم هذه النتائج أملاً جديداً في مكافحة الخرف - المصطلح الشامل لانخفاض القدرة العقلية التي تتداخل مع الحياة اليومية - ومرض الزهايمر Alzheimer's disease. حيث فشلت تجارب سريرية متعددة لأدوية واعدةٍ، على ما يبدو لمنع، أو التعافي من هذا المرض على مدى السنوات القليلة الماضية. وفي الوقت الحالي يبدو أن تغييرات نمط الحياة هي التدخل الوحيد المدعوم بالأدلة.

و الجدير بالذكر أن الدراسة كانت قد استخدمت بيانات من البنك الحيوي الأمريكي  U.K. Biobank لتتبع 196,383 شخصاً ممن يبلغون من العمر 60 عاماً، وما فوق، والذين لم يكن لديهم تاريخ من الخرف لمعرفة من الذي سيصاب بالمرض على مدار ثماني سنوات. 

وقد تم تصنيف الرجال والنساء على أنهم معرضون لخطر جيني منخفض أو متوسط أو مرتفع بسبب الخرف بناءً على وجود اختلافات جينية في حمضهم النووي DNA المعروف، هذه الاختلافات من شأنها أن تساهم في حدوث هذه الحالة. 

كما سجلت الدراسة ما إذا كان الأشخاص قد مارسوا الرياضة بانتظام، واعتمدوا نظاماً غذائياً غنياً بالفواكه، والخضروات، والأسماك، والحبوب الكاملة، و اللحوم المصنعة قليلاً، واللحوم الحمراء، والحبوب المكررة، وكانوا غير مدخنين، وأنهم يشربون -في المتوسط- أقل من مشروب كحولي واحد في اليوم بالنسبة للنساء ومشروبين في اليوم بالنسبة للرجال.

وقد ثبت أن جميع عوامل نمط الحياة الأربعة هذه (التمارين والنظام الغذائي والتدخين و المشروب الكحولي) تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على خطر إصابة الشخص بالخرف.

وفي المقابل لم يكن واضحاً ما إذا كانت السلوكيات الصحية كافية لتعويض الخطر الجيني للشخص للإصابة بالمرض. إذ يمكن للبحث المستمر أيضاً استكشاف ما إذا كانت التغييرات السلوكية المماثلة قد تساعد في إبطاء التدهور المعرفي cognitive decline لدى كبار السن .

يقول الأستاذ المشارك في علم الأوبئة العصبية والصحة الرقمية في جامعة إكيستر  University of Exeter في إنجلترا والذي ترأس البحث ديفيد لويلين David Llewellyn   : "لقد كنا قلقين حقاً من أن الأشخاص الذين لديهم أعلى مخاطر للإصابة بالخرف (بسبب جيناتهم الوراثية) قد لا يستفيدون من الآثار الوقائية المحتملة لعوامل نمط الحياة، ومن خلال النظر في كيفية توافق هذه الأشياء معاً، نتحصل على فكرة: أن علم الوراثة يغير الطريقة التي من خلالها قد يساعد أسلوب الحياة في تقليل خطر الإصابة بالخرف".

"تعد عوامل نمط الحياة Lifestyle factors أكثر أهمية إلى حد كبير لأنها قابلة للتعديل في نواحٍ، لا تستطيع المخاطر الوراثية القيام بها ".

تناسب عكسي: (مخاطر وراثية أعلى = احتمالية أكبر) (نمط حياة غير صحي = احتمالية أعلى للإصابة)

وكما كان متوقعاً فقد زاد عدد الأشخاص الذين يعانون من مخاطر وراثية عالية للإصابة بالخرف أثناء الدراسة، أكثر من الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية منخفضة للإصابة بالحالة، وارتبط نمط الحياة غير الصحي بارتفاع معدلات الأمراض مقارنة بنمط الحياة الصحي.

ولكن عدداً قليلاً من الأشخاص الذين يعانون من مخاطر وراثية عالية قد يعانون من الخرف بشكلٍ كبيرٍ، إذا كان لديهم نمط حياة صحي بنسبة (1.13٪) مقارنة مع الأشخاص الذين لديهم نمط غير صحي بنسبة (1.78٪). حيث كان الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية منخفضة، ونمط حياة صحي، أقل عرضة للإصابة بالخرف بثلاثة أضعاف مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية عالية وأسلوب حياة غير صحي.

المخاطر الوراثية ونمط الحياة ليست ضمانة للإصابة أو عدم الإصابة

والجدير بالذكر أن المخاطر الوراثية ونمط الحياة لم تكن بأي حال ضمانةً للشخص بأنه سيصاب بالخرف أم لا.

إذ أن بعض الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية منخفضة بالإصابة بالخرف، وأسلوب حياة صحي ما زالوا يعانون من المرض، في حين أن معظم الأشخاص الذين لديهم مخاطر وراثية عالية وأسلوب حياة غير صحي، لم يعانوا منه. 

وبشكلٍ عام كانت معدلات الخرف منخفضة للغاية، حيث كانت النسبة أقل من 1٪ عند الأشخاص الذين كانت نتيجة فحصهم إيجابية للحالة (الخرف) على مدار ثماني سنوات.

وفي النهاية يقول لويلين Llewellyn  : " على الرغم من أنه من الصعب القول ما إذا كانت الوراثة أو نمط الحياة لهما تأثير أكبر على خطر إصابة الشخص بالخرف، فإن عوامل نمط الحياة تعد أكثر أهمية إلى حدٍ كبيرٍ لأنها قابلة للتعديل في نواحٍ لا تستطيع المخاطر الوراثية القيام بها ".

المصدر


الوسوم



المؤلف

هدفنا إغناء المحتوى العربي لأن القارئ العربي يستحق المعلومة الصحيحة والمفيدة، و التي تنشر الآن في أهم المواقع العالمية ،


التعليقات

    • الأن
إشترك الآن

احصل على أحدث المواضيع و تواصل و اترك تأثير.

تسجيل الدخول مع فيسبوك تسجيل الدخول مع جوجل